أهذه هي معاركك يا قائد شرطة دبي (الفريق ضاحي خلفان)، تخوضها بشراسة وقسوة ولا تبالي، وكأنك في مواجهة تغلغل الجواسيس وفساد المستوطنين الذين ملأوا أرضك وديارك، تضرب بيد من حديد على كل من "يروج للإصلاح" وكل من "يعترض على طرد السوريين المتظاهرين سلميا ضد الأسد" وكل من "يرفع صوته ناقدا لأسلوب تعامل دولتك مع مواطنيها الداعين للإصلاح بإسقاط جنسياتهم".أهذا هو سجل إنجازاتك الحافل يا قائد الشرطة المظفر، اعتقال وتكميم ومصادرة وافتراءات وتشويه وتضليل، وتستعرض عضلاتك أمام دعاة إصلاح مضطهدين ومحاصرين وتتباهى بصرامتك في مواجهة أشخاص مسالمين، بينما سدت إمارتك المنافذ وأغلقت الأبواب أمام أبنائها الغيارى والمصلحين من أبناء البلد في الوقت الذي يعيث فيها المستشارون والخبراء والجواسيس من كل الأجناس فسادا ونهبا.
وآخر إنجازاتك يا قائد الشرطة، ما قامت قواتك باختطاف الناشط السياسي الإماراتي صالح الظفيري من بيته في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بتهمة "الترويج بالقول أو الكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار من شأنها إثارة الفتنة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي"، في حين أكد مصدر أمني أن الظفيري سيُحال بعد 48 ساعة إلى النيابة العامة، وكل ما في الأمر أن المعتقل انتقد قرار طرد عشرات السوريين الذي خرجوا في مسيرة سلمية مناهضة لجرائم بشار، واعترض أيضا على قرار شرطة الإمارات إصدار مذكرة اعتقال بحق الشيخ يوسف القرضاوي وأشار إلى أن هذا من شأنه أن يسيء لسمعة البلاد، وكان قد ظهر منذ فترة على قناة الحوار يطالب بإصلاحات سياسية وتحدث عن تجاوزات جهاز امن الدولة الإماراتي.
أهذا هو عهدك الميمون، حيث ما عاد يحق لابن البلد أن يرفع رأسه ولا أن يهمس بنقد ولا يحق له الاعتراض ولا التفكير والتعبير عما يراه صوابا، أهكذا تحول ابن البلد في عهدك يا قائد الشرطة إلى حزام بشري يتناقص يوما بعد يوم، مغيب العقل والإرادة والرأي مسلوب الحقوق مغلوب على أمره فاقد للأهلية، ومن حاول ممارسة إنسانيته، فهو "مروج للفتنة، يستحق العقاب بنص القانون"؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق