نقل أهالي المعتقلين عن وجود حالات إغماء عديدة في أوساط المعتقلين في سجن الرزين بسبب سياسة التجويع والتنكيل التي يستخدمها جهاز الأمن لإجبار المعتقلين التنازل عن الإصلاحات السياسية.
ووفق موقع (إيماسك) المعارض اعتبر ناشطون ما يجري في سجن الرزين هو أسلوب ممنهج يتخذه جهاز الأمن لضغط على المعتقلين بعد أن فشلت كل محاولاته القمعية معهم.
وقد كشف أهالي المعتقلين السياسيين الشهر الماضي مخطط لجهاز الامن يسعى من خلاله إلى تجويع مستهدف للمعتقلين في سجن الرزين بحرمانهم من غذاء ضروري للجسم البشري. ويبلغ عدد المعتقلين السياسين أكثر من 80 معتقلاً بسبب مطالبتهم بالإصلاح السياسية.
وصرح أهالي المعتقلين أن المعتقلين يقومون بتجفيف الخبز المقدم لهم في بعض الوجبات لأكله بعد ذلك لعدم توفر الطعام. مشيرين أن المعتقلين كانوا يشترون من " الكانتين " لسد النقص لكن تمت مصادرة أغلب الاحتياجات منه.
وقالوا: "أن الطعام قليل جدا ولا يتوفر في"الكانتين" ما يُسدّ به الجوع وقريبا سيعاني الأحرار من هزال ونقص في الفيتامينات لنقص الطعام. "، موضحين أنه لا يوجد ما يمكن أن يمد معتقليهم بالكالسيوم إلا قطعة جبنة صغيرة تقدم عند الإفطار فالحليب والشاي ممنوع.
ذكرت مصادر إيرانية على صلة بملف الجزر الثلاث المتنازع عليها بين ايران والإمارات أنه لا يزال مفتوحا على التفاوض حول المقترح الإماراتي الذي نقله الى طهران قبل أسبوعين محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني بعد اجتماعه مع عبدالله بن زايد في أبو ظبي. وقالت المصادر أن جولة الاتصالات التفاوضية الثانية التي تمت مؤخراً أقرت من جانب إيران على نحو أولي قبول مبدأ التفاوض على البيع . ولفتت المصادر الى أن طهران عدلت عن القبول ببيع جزيرتي طنب الصغرى وطنب الكبرى هما الأقرب الى حدودها الدولية ووافقت على بيع جزيرة أبو موسى الأقرب الى الحدود الدولية الإماراتية، والتي تعتقد طهران أن أي تحكيم دولي يمكن إجراؤه حولها سيكون لصالح الإمارات على العكس من الجزيرتين الأخريين.
وأضافت المصادر أن التفاوض يجري على آلية بيع جزيرة أبو موسى الى الإمارات التي طلبت أن يكون اعلان تسوية عائديتها الى الحضن الإماراتي تفاوضيا سلميا تفاهميا تحت شعار النيات الحسنة والعلاقات الوثيقة بين الجيران الأمر الذي أبدت طهران تحفظاً عليه ما لبثت أن وافقت . وأوضحت المصادر ان ايران طلبت مبلغ ستين مليار دولار ثمناً لجزيرة أبو موسى لكن أبو ظبي ترى أن المبلغ كبير ويجري التفاوض حوله .
ورجحت المصادر المطلعة على سير المباحثات أن يتم الاتفاق على مبلغ خمسين مليار دولار أو ربما خمسة وأربعين مليار دولار على أن يتم دفعها من قبل الامارات في غضون ثلاث سنوات.
قالت مصادر صحفية إيرانية إن محمد جواد ظريف ـ وزير الخارجية الإيراني ـ نقل إلى القيادة الإيرانية في قم وطهران طلب دولة الإمارات رغبتها في إنهاء ملف الجزر الثلاث في الخليج العربي (طنب الكبرى ، وطنب الصغرى ، وأبو موسى).
وحسب المصادر الإيرانية فإنّ الإمارات عرضت في الإجتماع الذي تم في أبو ظبي مؤخراً بين ظريف ووزير الخارجية عبد الله بن زايد شراء الجزر الثلاث "بصفقة مليارية" تكون في إطار تسوية تفاوضية معلنة تنهي هذا الملف الشائك الذي يسبب حرجاً كبيراً للإمارات منذ عقود.
وأضافت المصادر الإيرانية حسب موقع (الإسلاميون) أنّ المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني إطلعا على العرض الإماراتي، وأبديا إستعداداً للتعامل معه بإيجابية. ولفتت المصادر إلى أن طهران توافق على العرض بشكل جزئي يقضي ببيع جزيرتين إلى الإمارات مع إبقاء جزيرة واحدة هي (أبو موسى) التي تقع وسط الممر المائي الخليجي بيد السلطات الإيرانية .
ولا تزال أبو ظبي تأمل بإنجاز الصفقة برغم ما وصلها من القبول الجزئي للعرض من الجانب الإيراني. وكان دبلوماسيون غربيون قد قالوا إن تأجير جزيرة أو إثنتين إلى ايران قد يجري تسوية معينة إلا أن طهران التي تمر بضائقة مالية لا توافق على أن تدفع أي مبلغ لأنه إقرار بعدم أحقيتها بالجزر التي أعلنت مؤخرا أن ملكيتها لها أبدية.
أقر مركز دراسات إماراتى، بأن دولة الإمارات العربية، فقدت سمعتها الطيبة، بعد رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحلت محلها الانطباعات السلبية.
وذكر مركز الإمارات للدارسات والإعلام"إيماسك" فى تحليل بعنوان" سمعة دولة الإمارات وصورتها الذهنية بعد زايد.. قراءة في سوء السمعة"، أن زايد"بنى سمعة ومكانة دولية يفاخر بها الإماراتيون والخليجيون و العرب بعضهم بعضا". مضيفا إن الإماراتيين ورثوا" هذه الثروة المعنوية والصورة الذهنية وحافظوا عليها، وقبضوا على جمرها، وسط تسارع مؤسسات الدولة الرسمية للانقضاض على هذه السمعة وتبديد هذه الثروة، وكأنهم في "مارثون" للتخلص من سمعة زايد وسياساته وتوجهاته و مواقفه التاريخية".
وتابع:" ودون إعادة سرد ما اقترفته السلطات الإماراتية وكثير من مسؤوليها الكبار بعد زايد، فإن العامة والكافة تأكد لهم أن دولة الإمارات بعد زايد، فقدت السمعة الدولية الحسنة والطيبة، وحلت مكانها الانطباعات السلبية".
وفيما يلى نص التحليل:
للدول سمعة داخلية وخارجية، تتشكل نتيجة سلوكها في هذين المستويين، إن كانت عدائية أو سلمية، منفتحة أو منغلقة، عدلا أو ظلما، تعاونا أو تصارعا أو تنافسا. وهذه السمعة بوصفها مصطلح تجريدي، يدركها الإنسان بالانطباعات والتصورات التي يكونها نتيجة أفعال وسياسات وأقوال هذه الدولة أو تلك. من الثابت، أن لدولة الإمارات، في عهد زايد، سمعة دولة ولا أطهر، وانطباعات ولا أطيب، وتصورات ولا أجمل، ليس حول زايد فقط، وإنما حول سمعة الدولة الإماراتية ككل. ولا تزال سيرة زايد وسمعته أعظم ما ورثه الشعب الإماراتي، ولا يزال صداها يتأكد، ويخضع للمقارنة بين سمعة دولة الإمارات في عهده، وسمعة دولة الإمارات بعد عهده.
في الواقع، فقد بنى زايد سمعة ومكانة دولية يفاخر بها الإماراتيون والخليجيون و العرب بعضهم بعضا. ورث الإماراتيون هذه الثروة المعنوية والصورة الذهنية وحافظوا عليها، وقبضوا على جمرها، وسط تسارع مؤسسات الدولة الرسمية للانقضاض على هذه السمعة وتبديد هذه الثروة، وكأنهم في "مارثون" للتخلص من سمعة زايد وسياساته وتوجهاته و مواقفه التاريخية. ودون إعادة سرد ما اقترفته السلطات الإماراتية وكثير من مسؤوليها الكبار بعد زايد، فإن العامة والكافة تأكد لهم أن دولة الإمارات بعد زايد، فقدت السمعة الدولية الحسنة والطيبة، وحلت مكانها الانطباعات السلبية، بل وتحميلها المسؤولية عن كل ما أصاب الداخل الإماراتي، و عن كثير مما أصاب العالم العربي، من استعداء الشعوب العربية واستعداء خياراتها في الربيع العربي وتورطها المباشر الفج والمعلن بالانقلاب الدموي في مصر، وتخريب العلاقات الخليجية وتدمير الشعور القومي والوطني، كل في مستواه ومجاله وصعيده.
فعلى مدار عشر سنوات بعد وفاة المغفور له، تبدلت السياسة الإماراتية بصورة جذرية، نحو سياسات لا تمثل الشعب الإماراتي من جهة، وتسيء للدول والشعوب الأخرى من جهة ثانية. فبعد أن كانت الشعوب تقابل ذكر اسم الإمارات بالأمنيات الطيبة، أصبحت تقابلها باللعنات، وبعد أن كانت تعتبر الإمارات النموذج والقدوة الحسنة في كل شيء، باتت تنظر بشك وريبة لكل موقف أو سياسة إماراتية، وبعد أن كانت الشعوب تعتبر نفسها صديقة الإمارات، أصبحت ترى فيها خصما على الأقل. وبعد أن كانت الشعوب تعتبر الإمارات رمز السلام وعنصر الحياد الإيجابي وصاحبة المبادرات الخلاقة، باتت ترى فيها عكس ما سبق تماما.
سمعة دولة الإمارات متغير تابع، والشيخ زايد متغير مستقل. وهذا يعني بلغة الباحثين، أن سمعة دولة الإمارات عامل يتأثر، بمؤثر ما، هو ما يطلقون عليه المتغير المستقل. فعهد زايد الرائع، هو ما أثر بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فأنتج سمعة ومكانة دولية للإمارات كما يعرفها الجميع. السمعة الدولية، ظلت متغيرا تابعا (يتأثر)، ولكن المتغير المستقل (المؤثر)، تغير (السلطات بعد زايد)، ما أدى إلى تغيّر السياسية الإماراتية الخارجية على نحو مخالف تماما لسياسة زايد، فكان من الطبيعي والمنطقي، تغير وتهتك سمعة الإمارات في عقول وقلوب الشعب الإماراتي والشعوب العربية والدول الأخرى. فبات من الثابت، أن سمعة دولة الإمارات بعد زايد ليس كما في عهده. ونحن هنا، لا نجامل السلطات الحالية على حساب الوفاء لزايد أولا، ثم للتوثيق التاريخي والنقد والدراسة السياسية المشروعة، والتي لا تنطوي على أي انتقاد شخصي لأي كان، مع أن الدراسة والبحث العلمي لا ينزه أحدا عن دراسة سلوكه وشخصيته، كون أي مجال- بما فيه السياسة الخارجية والعلاقات الدولية- لا يستبعد توجهات الفرد من الدراسة، كونها مدخل مهم في صنع السياسة العامة! وهذا مجال علمي، يدرسون من خلاله سير الشخصيات التاريخية في المجالات المختلفة، بغض النظر عن الخير والشر في أعمالها، وإنما يتناولها كمادة خام، تخضع للتقييم وعلى أساسها يتم تصنيف القادة العسكريين مثلا، أو المفكرين وكذلك الفنانين في المجالات المختلفة.
في كتابه الرائع " العبقرية والإبداع والقيادة" يقول "دين كيث سايمنتن": "إن التفاعلات بين الأمم كثيرا ما يبدو أن لها نفس أنماط العلاقات بين الأفراد. فالأمم، كالأفراد يمكنها أن تفقد احترامها وهيبتها، أو تسلك بشكل عنيف، أو تقوم بالخداع والمناورة. وبعض الأقطار تأخذ على عاتقها القيام بأدوار الوسطاء، مثلما يميل بعض الأشخاص إلى القيام بأدوار توفيقية أو دبلوماسية. وتبدو بعض الأمم منبسطة و ودودة تماما، بينما تبدو أمم أخرى منعزلة. وهذا التناظر بين الفرد والأنظمة الاجتماعية له معناه: فالأفراد هم الذين يصوغون سياسات الأمم وينفذونها. وربما يعمم صناع السياسة، عندما يفكرون بالشؤون الخارجية، ميولهم في مجال العلاقات الشخصية المتبادلة على ميدان العلاقات الدولية". أي أن المزاج الشخصي للمسؤول ينعكس على أدائه وسلوكه ومواقفه، إذ لا يستطيع الفصل بين ذاته وموضوع المجال الذي يعمل فيه. وهذا ما يشرح، وربما يفسر في موقف ما، أسباب الاختلاف بين سياسة دولة الإمارات في عهد زايد، وسياستها بعده!
مهما يكن من أمر، فإن الانطباعات والتصورات تنطوي على خطورة بالغة. فهذه الانطباعات، تشكل مرحلة أولى من مراحل تشكيل الوعي من جهة، ثم تحديد السلوك من جهة ثانية. أي أن الإنسان، عادة، لا يكتفي بتكوين الانطباعات ثم ينصرف إلى شأن آخر، بل يترجمها إلى سلوك ما، قد يكون معاديا أو مسالما. تتمثل خطورة الانطباعات والتصورات أنها الشرارة الأولى التي يشكل فيها الإنسان آراءه ومواقفه وتصرفاته. فنحن العرب، مثلا، نحمل انطباعات وتصورات "سلبية" عن إسرائيل، هذه الانطباعات هي ما تقودنا فيما بعد وفي مرحلة ما، لمقاومة هذا المجسم أو الانخراط في مواجهة عنصريته، كل حسب مجاله واستطاعته. الشاهد، هنا، أن الانطباعات قد تقود إلى اتخاذ مواقف مادية ملموسة ضد الجهة التي يعتبرها صاحب الانطباع أنها سيئة السمعة.
إسرائيل أيضا، فزعت، ولها أن تفزع، عندما أظهرت استطلاعات رأي أوروبية بأنها هي أخطر تهديد على السلام والأمن العالمي، فبذلت كل ما بوسعها لتصحيح هذه الانطباعات، لأنها تدرك أن الانطباع يتلوه موقف وسلوك، والمشاعر تترجم لمواقف وقرارات.
دولة الإمارات، وبعد عامين من السياسة الخارجية السلبية أدركت أن سمعتها الدولية في الحضيض، وخاصة لدى الشباب العربي، وأن ما كان يتمناه الشباب العربي من العيش في دولة الإمارات، ما عاد موجودا لا في أمنيات الشباب ولا في انطباعتهم (..). الغضب الشعبي الإماراتي والخليجي والعربي والإسلامي جراء سلوك دولة الإمارات في السنتين الأخيرتين، أشعل الضوء الأحمر، وأدركت السلطات أن سمعتها تجاوزت الحضيض والسوء بدرجات، وأن الشعوب العربية قد تضعها في خارطة الخصوم إن لم يكن الأعداء. على إثر ذلك، لم تغير السلطات الإماراتية سلوكها السياسي، بل لجأت إلى شركات العلاقات العامة الغربية، سعيا لتحسين الصورة الذهنية عنها، وتعديل الانطباعات والتصورات التي أصيبت بانتكاسة تاريخية.
شركات العلاقات العامة، على ما يبدو أنها أصدرت توصياتها لدولة الإمارات، بضرورة اطلاق سيل من التصريحات الايجابية حول العلاقات الخارجية وسياستها للحد من تدهور سمعة الإمارات ومكانتها. وبالفعل، حملت تصريحات المسؤولين الإماراتيين توجها ملحوظا ومنظما ومنسقا حول العلاقات الخارجية والدور "الإيجابي" الذي تلعبه الإمارات في هذا السياق، فأكدوا في أبرز تصريح في "الأول من إبريل"- وهو التاريخ سيء السمعة والنظرة لدى دول العالم كافة- حرصهم على علاقات دولية تقوم على الاحترام والسلام مع الدول الأخرى، وأن الإمارات صديقة للجميع للدول والشعوب، وأن الإمارات تسعى لاستقرار العالم ونشر السلام فيه.
ورغم هذه "التصريحات الإعلامية الإيجابية"، إلا أن الوقائع والحقائق على الأرض كانت تظهر أن هذه التصريحات ليست إلا للاستهلاك الإعلامي الدولي على وجه الخصوص. ففي مقابل كل تصريح وادعاء كانت الدبلوماسية الإماراتية تعبث بالعلاقات الخليجية فيما عرف بأزمة السفراء. و في ادعاء صداقة الشعوب وتحقيق السلام، كانت الأجهزة الأمنية والتنفيذية الإماراتية تشجع جيش الانقلاب على قتل المتظاهرين المدنيين. في الواقع، لا مصادر مطلعة في أوساط السلطات الإماراتية، تخبرنا على وجه اليقين: من المسؤول عن الفجوة بين الادعاءات وبين الوقائع؟ أم أن المسؤول عن ذلك، ضعف التنسيق بين شركات العلاقات العامة وبين أصحاب التصريحات، أم أن وسائل الإعلام الإماراتية لم يصلها "تعميم" التزامن بين التصريحات وبين التغطية الإعلامية، أم أن أحدا ما، كان يراهن على الوعي القصير والخاطف للشعوب، رغم أن الشعوب أذكى من أي نظام عربي وخليجي على الاطلاق.
لذلك، حتى الإبلاغ عن استطلاع يفيد أن معظم الشباب العربي يفضل المعيشة في الإمارات، ويعتبرها نموذجا طيبا في التنمية والاستقرار، كان بذلك التوقيت جزءا من حملة العلاقات العامة التي تورطت فيها السلطات الإماراتية وشركات العلاقات العامة أيضا.
السلطات الإماراتية أدركت أن سمعتها وصورتها الذهنية تحولت إلى وجه مسخ ذميم، فتحركت بصورة سريعة لتجميل ما لا يمكن تجميله بدعايات ولا بحملات علاقات عامة ولا باستطلاعات موجهة، ولا ادعاء تقديم نموذج ديني حضاري للبشرية. فالنموذج الحضاري ينافس لا يكيد ولا يتآمر، يسمح بتزاحم الأفكار والنماذج ويترك للناس الاختيار، لا أن يفرض لونا واحدا من شطحات ولوثات، ثم يقول: هذا هو النموذج الحضاري!
لو لم تتواصل سياسة الإمارات الخارجية، مع دورها التخريبي في الدائرة الخليجية والعربية، لأحسنت الشعوب الظن، ولاعتبرت أن هذه التصريحات الهائلة والمخططة والموزعة بعناية، إنما هي محطة مراجعة على الأقل لسياسة الإمارات، أي أنها مقدمة لتعديل سياساتها، أو تعبير عن توبة سياسية لما تورطت به الأجهزة الإماراتية المختلفة. ولكن، ثبت أن هذه التصريحات ليست سوى محاولة لذر الرماد في العيون، والالتفاف على انطباعات الشعوب ومحاولة يائسة لتطييب سمعة، لا تطيب إلا بسياسات ومواقف رجولية تاريخية كان صنع قوالبها ونماذجها زايد، وما على الاخرين إلا اتباعها أو ابتداع أحسن منها، لا التنكر لها والكفر بها، ولا تبييض صحائفه السود بصحائف الأسلاف البيض. هذا لن يكون!
قال جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون ان سفارة الامارات بالقاهرة محاصرة طول الوقت بعدد كبير من القوات يفوق المحيط بسفارة اسرائيل وبما يؤشر الى ارتفاع معدل الكره لدى المصريين لها.
وقال سلطان في تغريدة علي موقع تويتر اليوم "مجرد ملاحظة : عدد القوات والمدرعات والأسلحة والحواجز التي تحمي سفارة الإمارات بالقاهرة أكبر بكثير من تلك التي تحمي السفارة الإسرائيلية".
يذكر انه منذ الثلاثين من يونيو تم فرض حماية مشددة على سفارة الامارات بالقاهرة وملحقياتها خشية المظاهرات المناوئة لها بسبب ما يتردد عن تورطها ماديا ومعنويا في الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي ومحاربتها للاسلام السياسي السني وتقريها من ايران الشيعية.
وتقول وسائل اعلام عربية ان هناك خلافات بين حكام الامارات بسبب مايعتبرونه تفرد ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد باتخاذ قرارات استراتيجية اعتمادا على مستشاره الامني محمد دحلان ادت الى تشويه سمعة الامارات خارجيا وتعرضها لحملات وموجات كره من الكثير من الشعوب العربية وذلك بعد ان كانت الدولة الاولى في المكانة عربيا بعهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لعدم تورطها في صراعات عربية.
وقالت مواقع اخبارية ان اكثر المعترضين على سياسة محمد بن زايد هو حاكم دبي رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والذي يخشى على اقتصاد امارته القائم على التصالح بسبب سياسات ولي عهد ابوظبي.
قدمت الامارات دعما كبيرا لنظام المخلوع مبارك استقبلت هاربيه وقدمت لهم الحماية بينما واجهت مشاكل كبيرة مع النظام المنتخب الأول في مصر بعد الثورة حيث لم تخفي عدائها لنظام الإخوان الحاكم في مصر آن ذاك ولم تكتفي بهذا وفقط بل قدمت دعم مادي لمعارضي الرئيس الشرعي لتفتيت الدولة والضرب في نظام الحكم ونجحت في ذلك بمعاونة حلفائها من إعلام ومؤسسات دولة ..
ولم تتأخر الامارات في إعلان دعمها للإنقلاب و تزعمت مجموعة من دول الخليج أهمهم السعودية والبحرين لمساندته ماديا وعينيا فبعد إرسال المليارات وتقديم المساندات المالية قدمت دعم عيني من مواد غذئية وخلافة الي ان وصلت الي ملابس وبطاطين مستعمله للمصريين ! ولم ينتهي دور الامارات وحكامها هنا وفقط بل دعمتهم خارجيا حين طلبت من بريطانيا طرد الاخوان و تصنيفهم جماعة ارهابية
وأعلنت عدائها لقطر الدولة الشقيقه لها في مجلس التعاون الخليجي والتي تدعم النظام الشرعي في مصر وتحمي مؤيديه وتبث منها قناة الجزيرة حيث الصوت الإعلامي القوي لمعارضي الإنقلاب في مصر ..
لم تتخيل الامارات ان ذاك ان قرارها السياسي الرسمي تجاه احداث مصر سيخلف عليها وبالا من المشاكل سواء داخليا او خارجيا
فعلي الصعيد الداخلي تشتت الرؤية الاماراتية للأحداث في مصر فبالرغم من قراراها الرسمي الا ان الامارات السبع المختلفة تواجه مشاكل وأختلافات عامة في وجهات النظر
الي جانب الرفض الشعبي من شعب الامارات ان توجه حكومتهم اموالهم لدعم الة القتل في مصر مما وضع الدولة في وضع حرج جعلها تعيد صياغة رؤيتها للاحداث هناك ..
اما علي الصعيد الخارجي قامت بسحب سفيرها من قطر وتبعتها السعودية والبحرين ظنا منها ان هذا سيجبر قطر علي التراجع عن موقفها بل ودعمت الدعوات الإعلامية بطرد قطر من دول مجلس التعاون الخليجي وعزلها خليجيا
وكان رد قطر بشكل سياسي قوي حيث انها لم تبالي بسحب السفراء وتمسكت برؤيتها الخارجية وسيادتها لقراراتها مما أحرج الساسه في الامارات ..
الي جانب اعتماد الامارات كليا علي الغاز المستورد من قطر والذي لوحت قطر باستخدامه في حال اصرار الامارات علي مواقفها
وفي مفاجأه مدوية فجرها اجتماع وزراء خارجية الدول الخليجية بالرياض في السعودية، حيث شهد القاء انتصارًا دبلوماسيًا قطرياً بامتياز ، ذلك ان الاتفاق الخليجي أخذ بالاعتبار ملاحظات كانت قطر قد قدمتها على مشروع الاتفاق السابق الذي قدم عشية سحب السفراء، ولا سيما اعتبار السياسة الخارجية لدول المجلس من شوؤن سيادة الدول الأعضاء ، وهو ما انعكس عمليا في عدم مناقشة موضوع مصر في الاجتماع وعدم ورود أية إشارة عنه في الاتفاق. في إنتصار جديد لقطر ضد حكام ابوظبي حيث لوحت وفي إشارة علي تراجع دور الامارات وخاصة بعد فقد حليفها الرئيسي في الرياض،مع خروج بندر بن سلطان من موقعه كرئيس للاستخبارات السعودية يتقلص دور الامارات امام غاز الدوحة وبعدما استهلكت كروش العسكر لكثير من ملياراتها دون مكاسب عائده لدولتهم
حطت على مكاتب “أسرار عربية” تفاصيل فضيحة جديدة تتعلق بدولة الامارات العربية المتحدة، حيث كشف مصدر إماراتي عن خطة لدى أبوظبي تم وضعها بعناية فائقة للتخلص من عدد من المعارضين للنظام الحاكم في الامارات.
وبحسب المعلومات فان لدى جهاز أمن الدولة الاماراتي خطة للتخلص من معارضيه من خلال تصفيتهم في الخارج عبر عمليات تظهر على أنها جرائم جنائية تنتهي باغتيال عدد من المعارضين الذين يريد التخلص منهم، وهو ما يفسر الجريمتين المرعبتين اللتين استهدفتا مواطنين إماراتيين في لندن مؤخراً، وقبلها بشهور المواطن الاماراتي الذي اغتيل بصمت في أحد فنادق العاصمة التايلندية بانكوك.
وبحسب التفاصيل الصادمة التي حطت في ملف كامل على مكاتب “أسرار عربية” فان المواطن الاماراتي الذي توفي في تايلند قبل عدة شهور، وقيل حينها إنه مات في غرفته بظروف غامضة وإنه ربما انتحر، لم يكن سوى السيد سلطان علي محمد الشحي، ويبلغ من العمر 21 عاماً، وهو أحد العاملين مع جهاز أمن الدولة الاماراتي حيث تم ارساله الى هناك في دورة تدريبية سرية، وخلال وجوده في غرفته نائماً تم التخلص منه واغتياله بطريقة ذكية لا تجيدها سوى أجهزة المخابرات، ولذلك قيل إنها “ظروف غامضة”.
وبحسب ما حاول جهاز أمن الدولة الاماراتي التسريب في ذلك الوقت فان الشاب الشحي عاد الى غرفته في الرابعة فجراً ومعه شاب متحول الى فتاة (جنس ثالث) وبعدها بساعات وجد مقتولاً، لكن حكومة أبوظبي لملمت القضية سريعاً، ولم تطلب حتى من سلطات تايلند التحقيق في جريمة القتل، كما أن السلطات في بانكوك لم تعثر على “الشاب المتحول” الذي يقول الشهود بالفندق إنهم شاهدوه، وهكذا -بحسب مصادر أسرار عربية- تمت تصفية الشحي بعيداً عن دولة الامارات ودون أن يعلم أحد من هم القتلة!
أما النفاصيل الأخرى المرعبة التي يتحدث عنها الملف الذي أمسكت به “أسرار عربية” فتتعلق بجريمتي لندن، وكلاهما كانا ظاهرياً بدافع السرقة، أما الأولى فاستخدم المجرم المطرقة في مهاجمة ثلاث شقيقات إماراتيات في غرفتهن بفندق كامبرلاند وسط لندن، لكن الحقيقة أن الهجوم كان يهدف لاغتيال فاطمة المهيري البالغة من العمر 38 عاماً، والمفاجأة أنها أيضاً تعمل في أحد الفروع الأمنية بدولة الامارات العربية المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للشحي الذي اغتيل في تايلند.
وكان الهجوم بالمطرقة قد وقع يوم السابع من نيسان/ أبريل 2014، وفي ساعة متأخرة جداً من الليل، وفي غرفة فندقية، وهي نفس الظروف التي حدثت في تايلند مع الشحي.
أما المفاجأة الأخرى فهي الجريمة الغريبة جداً التي استهدفت المواطن علي محمد التميمي حيث حاولت عصابة من سبعة أشخاص مداهمة منزله بدعوى السرقة، ليتبين لاحقاً أن الرجل لم يكن بحوزته مبالغ مالية مغرية تدفع عصابة من سبعة رجال لاقتحام المنزل، فضلاً عن أن عمليات السطو ليست منتشرة في بريطانيا، وانما فقط عمليات السرقة هي التي تنتشر، حيث أن من المعروف في بريطانيا أن السرقات تستهدف المنازل الفارغة، فالمنزل المعرض للسرقة هو الذي لا يتواجد فيه أحد.
وتقول المعلومات التي حصل عليها “أسرار عربية” أن التميمي يعمل أيضاً في جهاز عسكري إماراتي، ومعروف عنه التدين والالتزام، وهو ما يزيد من الشكوك بشأن تورط بلاده في الجريمة، وأنها كانت محاولة لتصفيته وليس هجوماً عادياً.
لكن الأهم من كل ذلك أن الخطة التي يدور الحديث عنها ستنتهي باغتيال عدد من المعارضين الاماراتيين الذين هربوا من بلادهم مؤخراً، وطلبت السلطات المحلية في أبوظبي من حكومة لندن مراراً تسليمهم، كما صدرت بحقهم أحكام قضائية، بعضهم مع الاخوان المسلمين والبعض الآخر في قضايا أخرى انتقدوا فيها الدولة وانتقدوا شيوخ ابوظبي.
كما أن المصدر الذي تحدث لــ”أسرار عربية” يقول إن من المتوقع أن تكون عمليات استهداف الاماراتيين في لندن خلال الأسابيع القليلة الماضية قد حدثت من أجل التمويه والتمهيد لاستهداف المعارضين، حيث يريد جهاز الأمن الاماراتي إظهار الاماراتيين على أنهم مستهدفون بالسرقة والاعتداءات، ومن ثم يقوم بترتيب عملية استهداف للمعارضين يقوم بالترويج أنها جريمة تمت بدوافع السرقة وليس بدوافع سياسية.