الأحد، 4 يونيو 2017

ابن زايد طلب من واشنطن ضرب قطر واستعان بالإسرائيليين لتشويهها ودعم انقلاب السيسي


“ذاب الثلج وبان المرج”.. هذا المثل الشهير ينطبق على الفضائح التي لاحقت أبناء زايد بعد اختراق بريد السفير الاماراتي في واشنطن يوسف العتيبة, الذي لطالما عمل في الخفاء واحاك المؤامرات ضد الانظمة العربية وثورات الربيع العربي بأوامر من محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي شخصيا ومن خلفه وزير الخارجية عبد الله بن زايد.
 الوثائق التي استطاع قراصنة الحصول عليها من بريد العتيبة جرى تسريبها مساء السبت, الامر الذي تسبب في احراج كبير لأبناء زايد..
 “اضربهم بكل ما تستطيع”..
البداية كانت مع تحريض ابن زايد لضرب قطر, إذ كشفت الوثائق التي تمكن قراصنة من الاستيلاء عليها عن حملة شرسة تقودها أبوظبي ضد دولة قطر.
 وجاء في أولى الوثائق المسربة أن ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» طالب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق «روبرت غيتس» بضرب قطر بكل ما استطاع.
 يشار إلى أن «غيتس» يشغل حاليا منصب مدير مؤسسة «رايس هادلي غيتس»، وهي شركة استشارات ذات نفوذ قوي في واشنطن وتعمل لصالح شركات عملاقة مثل «إيكسون موبيل».
وظهر «غيتس» قبل نحو أسبوعين متحدثا في مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن حول «قطر والإخوان المسلمين» سعت إلى ربط دولة قطر بدعم الإرهاب، وانتقد فيها ما وصفه بـ«دعم قطر لجماعة الإخوان».
 وادعى «غيتس» أن «الإخوان المسلمين» مثلوا الأرضية التي سبقت ظهور حركات أخرى كـ«القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، قائلا: «إنهم يغيرون أشكالهم ويظهرون بالشكل الذي تريد أن تراهم عليه»، وفق تعبيره.
 وتحدث وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عن العلاقات القطرية مع واشنطن في فترة توليه وزارة الدفاع منذ 2006 إلى 2011، وقال: «كانت سيئة في البداية»، مشيرا إلى ما أسماها عدوانية الإعلام الصادر من الدوحة، موضحا أن جيران قطر في المنطقة يعتبرون هذا الإعلام مصدرا لعدم الاستقرار.
وفي الأشهر القليلة الماضية، حركت بعض اللوبيات الناشطة في واشنطن، لصالح عدد من الحكومات العربية، وخصوصا لمصلحة أبوظبي والقاهرة، قضية إدراج جماعة «الإخوان المسلمين» على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية من خلال مشاريع قوانين يتم إعدادها للتصويت في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.
 وضاعفت ماكينة لوبي أبوظبي من نشاطها، من أجل تمتين العلاقات العسكرية والأمنية مع واشنطن، خصوصا بعد تسلم «دونالد ترامب» الإدارة الجديدة، وقد توجت تلك الجهود بزيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» إلى البيت الأبيض في مايو/أيار الجاري، وعقد صفقات سلاح جديدة والإعلان عن اتفاق عسكري استراتيجي جديد بينهما، ينظم الوجود العسكري الأمريكي في الإمارات في السنوات الـ15 المقبلة، حيث تطمح أبوظبي في إقناع الأمريكيين بالتخلي عن قاعدة العديد الأمريكية الجوية في قطر، ونقلها إلى القواعد الأمريكية في الإمارات.
 وفي 23 مايو/أيار الماصي، شنت وسائل إعلام إماراتية وسعودية هجمة شرسة ضد قطر بعد زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الأخيرة إلى المملكة، ومشاركته في 3 قمم سعودية وخليجية وعربية إسلامية ركزت على الحرب على الإرهاب واعتبرت إيران رأس حربة الإرهاب العالمي.
 وجاءت تلك الحملة بعد أيام من شكوى قطر من أنها مستهدفة في حملة ممنهجة ومغرضة من الانتقادات من جانب أطراف غير معروفة في إطار التحضير لزيارة «ترامب» تزعم أن قطر تدعم جماعات متشددة في الشرق الأوسط.
 مجموعات بحثية أمريكية وإسرائيلية لتشويه قطر والجزيرة..
وتظهر الرسائل المسربة قيام الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية «مارك دوبويتز» بتبادل العديد من رسائل البريد الإلكتروني مع كل من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة «يوسف العتيبة» إضافة إلى «جون هانا» نائب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس «ديك تشيني»، وأحد مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي رسائل تتعلق بجهود مشتركة لمواجهة خصوم أبوظبي في الدوحة وطهران.
 وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي تم الاستيلاء عليها مستوى ملحوظا من التعاون الخلفي بين مركز أبحاث المحافظين الجدد (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات) الذي يموله الملياردير الموالي لـ(إسرائيل)، «شيلدون أديلسون» الحليف لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» الذي يعد من أكبر المانحين السياسيين في الولايات المتحدة، وبين دول الخليج العربية.
ويتمتع «هانا» و«العتيبة» فيما يبدو بعلاقات وثيقة. في 16 أغسطس/آب من العام الماضي، أرسل «هانا» إلى «عتيبة» مقالا يزعم أن الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كانا متورطين في دعم محاولة الانقلاب القصيرة التي وقعت في تركيا في يوليو/ تموز معقبا: «شرفنا أننا ذكرنا بصحبتكم».
وفي أحد هذه الرسائل، وهي رسالة يعود تاريخها إلى أواخر إبريل/نيسان من هذا العام، اشتكى «هانا» لـ«عتيبة» أن قطر، الدولة الخليجية المنافسة للإمارات العربية المتحدة، تستضيف اجتماعا لحماس في فندق مملوك للدولة في الدوحة. وأجاب «عتيبة» أن هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية وأن القضية الحقيقية هي القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر.«عليكم أن تقوموا بنقل القاعدة وسوف نقوم بنقل الفندق».
 وتناول أحد رسائل البريد الإلكتروني بالتفصيل جدول الأعمال المقترح لاجتماع قادم بين مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية وبين مسؤولين حكوميين إماراتيين من المقرر عقده في الفترة من 11 إلى 14 يونيو/حزيران الحالي. تم إدراج «دوبويتز» و«هانا» ضمن القائمة الحضور. ويأتي ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان» على رأس قائمة المدعوين للحضور من الجانب الإماراتي.
 ويتضمن جدول الأعمال مناقشة مستفيضة بين البلدين حول قطر. ومن المقرر أن يناقشوا، على سبيل المثال ملفا حول قناة الجزيرة بعنوان: «الجزيرة وعدم الاستقرار الإقليمي».

وهناك نقاش أيضا حول السياسات التي يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة والإمارات للتأثير بشكل إيجابي على الوضع الداخلي الإيراني. من بين هذه السياسات «أدوات سياسية واقتصادية وعسكرية واستخباراتية وسيبرانية»، والتي تثار أيضا كرد محتمل على «احتواء العدوان الإيراني وهزيمته».
 جدول مناهض للديمقراطية
وأيا كان جدول أعمال دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي بالتأكيد لا تعزز الديمقراطية.
وبنما كانت الاحتجاجات تنتشر في مصر، حاول «عتيبة» دن نجاح دفع البيت الأبيض إلى دعم «مبارك». وبعد أن وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية، ملأ صندوق البريد الإلكتروني لـ«فيل جوردون»، مستشار البيت الأبيض في الشرق الأوسط، برسائل مناهضة لجماعة الإخوان وداعميها في قطر. يمكنك أن تتأكد أنه عندما يكون لدى «عتيبة» ما يقوله حول موضوع من هذا القبيل، فإن المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية وفي البيت الأبيض سوف يتلقون ذلك في رسائل متشابهة، إن لم تكن متطابقة.
 نحن اليوم نملك فكرة عما حوته تلك الرسائل الإلكترونية. في رسالة أرسلها في 3 يوليو / تموز 2013، نفس اليوم الذي قام فيه الجيش المصري بالإطاحة بالرئيس «محمد مرسي»، قام «العتيبة» بالضغط على مسؤولين سابقين في إدارة «بوش» ومنهم «ستيفن هادلي» و«جوشوا بولتن» لتبني وجهة نظره بشأن مصر والربيع العربي.
وقال «العتيبة» في رسالته: «بلدان مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة هم آخر الواقفين في معسكر المعتدلين». وأعرب «العتيبة» عن أسفه أن الربيع العربي عزز نمو التطرف على حساب الاعتدال والتسامح.
ووصف «العتيبة» الإطاحة بـ«مرسي» بنبرة متوهجة: «الوضع اليوم في مصر ثورة ثانية. هناك المزيد من الناس في الشوارع اليوم أكثر من يناير/كانون الثاني 2011. هذا ليس انقلابا ولكنه ثورة ثانية. الانقلاب عندما يفرض الجيش إرادته على الناس بالقوة. واليوم، يستجيب الجيش لرغبات الشعب.
 وارتدت مصر اليوم إلى ديكتاتورية قمعية حليفة لكل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
 ادعموا ابن سلمان..
وقال السفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة»، إنه يجب عليهم فعل كل شيء لضمان نجاح ولي ولي العهد  السعودي «محمد بن سلمان».
 جاء ذلك في رسالة إلكترونية وجهها إلى الكاتب الأمريكي «ديفيد أغناشيوس»، في 21 أبريل/ نيسان 2017، وسربتها صحيفة «ديلي بيست» عقب اختراق البريد الإلكتروني الخاصة به.
وفي الرسالة، أشاد «العتيبة» بمقال «أغناشيوس» في «الواشنطن بوست» عن «بن سلمان»، وقال: «يجب أن ندفع كل خطوات التغيير في السعودية، وننتظر ماذا سيحدث بعد عامين»، مضيفا: «واجبنا القيام بكل شي لضمان هذا التغيير».
 وأشار إلى أن «التغيير هو السلوك والنمط والنهج».
 وتابع: «سعدت بما رأيت في مقالك، ونقلك ما يدور في المملكة، فصوتك ومصداقيتك سيكون عامل ضخم في إيصال التغييرات للغير».
 وكان الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد السعودي، أطلق في أبريل/ نيسان 2016 ما سمي بـ«رؤية المملكة 2030»، تقوم على تنويع اقتصاد البلاد والتحرر من الاعتماد الكلي على النفط، ما اعتبره مراقبون جزءا من المبادرات التي ستزيد من رصيد الأمير الشاب لتعيينه وليا للعهد.
وقال «بن سلمان» عن هذه الرؤية إنّ الشرط الأساسي للإصلاح هو الرغبة العامة في تغيير المجتمع التقليدي.
 وأضاف: «إنّ أكثر ما يقلقنا هو ألا يقتنع الشعب السعودي. وإذا كان الشعب السعودي مقتنعًا، فإنّ طموحنا يبلغ عنان السماء».
 ونقل موقع «ديلي بيست» الأمريكي، عن مجموعة القراصنة التي اخترقوا حساب «العتيبة» أن المستندات تم تصويرها بكاميرا رقمية من الحساب، وأنها وصلت أيضا لمجموعة «لوبيات ضغط» داخل العاصمة واشنطن وأنها ستبدأ في نشر الوثائق التي يبلغ عددها 55 صفحة، اليوم السبت.
وأوضح الموقع الأمريكي أن المستندات تشمل شيكات وتعاقدات مع لوبيات ضغط وصحف لتشويه حلفاء مهمين لواشنطن في مكافحة الإرهاب وتنظيم «الدولة الإسلامية» خصوصا وهو ما أدى إلى خلخلة وتقويض التحركات الأمريكية والدولية ضد الإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق