فجر إريك برينس، مؤسس ومدير شركة "بلاك ووتر"- سيئة الصيت- مفاجأة من العيار الثقيل باعترافه أن دولة الإمارات العربية المتحدة رتبت اجتماعاً بينه وبين مسؤول روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين في 11 من يناير الماضي في جزيرة سيشيل.
صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت، السبت، أن برينس الذي دعم حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية مادياً، اعترف خلال التحقيق معه من قبل لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، الخميس الماضي، أنه التقى كيريل ديمترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، بترتيب من دولة الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لإقامة اتصالات بين الرئيسين؛ المنتخب آنذاك دونالد ترامب وبوتين.
ويمثل اعتراف برنس هذا- بحسب عضو في اللجنة رفض الكشف عن اسمه للصحيفة- نقطة مهمة في سياق التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لحساب ترامب.
ومن المتوقع نشر محضر جلسة استجواب برنس خلال ثلاثة أيام، بحسب ما ذكر مسؤول في اللجنة.
وكيريل دميترييف، هو رجل أعمال وصديق مقرب لبوتين، عينه رئيساً لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، الذي يشرف عليه الرئيس الروسي شخصياً.
ويهدف الصندوق إلى تحفيز الاقتصاد عن طريق الاستثمارات، والقضاء على الصورة النمطية للاستثمار، من خلال تطوير المشاريع، وزيادة مقدرات الدولة.
يشار إلى أن برنس يخضع للتحقيق منذ أن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في أبريل الماضي، أنه حاول إقامة علاقة سرية بين دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام من حفل تنصيب ترامب.
وكان المتحدث باسم برنس قد قال حينها إنه لم يكن له أي دور في الفريق الذي شكله ترامب خلال حملته الانتخابية، ومعروف عن برنس أنه كان من بين أكثر المؤيدين لحملة ترامب وترشحه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وبرنس أحد الأشخاص الذين قدموا دعماً مالياً لحملة ترامب، وهو حليف قديم لستيف بانون، مساعد الرئيس دونالد ترامب، وشغل سابقاً منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية، أدخله ترامب مجلس الأمن القومي منذ 28 يناير 2017، ولاحقاً عزله عن المجلس في أبريل 2017.
واللقاء السري الذي توسط ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، لعقده في جزيرة "سيشيل"، بين برنس وديمترييف، وهو جزء من سلسلة اجتماعات عقدت بين شركاء ترامب وممثلين عن الحكومة الروسية، وهي كلها الآن قيد التحقيق.
يذكر أن شركة "بلاك ووتر" سيئة السمعة التي كان يرأسها برنس، متهمة بارتكاب عمليات قتل عمد في العراق إبان الاحتلال الأمريكي، وتلاحق بعدة جرائم بهذا الخصوص، وهي كلها عمليات حصلت إبان فترة رئاسة برنس لها، كما تذكر تقارير أنها توفر "مرتزقة" لحكومة أبوظبي للقتال في اليمن.