ألقى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، قبل نحو أسبوعين، تصريحات أمام مسؤولين عرب رفيعي المستوى شاركوا في مؤتمر أمني لدول الخليج في دولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك، وهو ما اعتبرته قناة “آي 24 نيوز″ الإسرائيلية التي نقلت الخبر عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الحدث بـ”التاريخي وغير المسبوق”.
وذكرت القناة، على موقعها الالكتروني بالانجليزية على شبكة الانترنت، صباح الاثنين، أن “ظهور بيريز جاء خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أمني عقد في العاصمة أبوظبي، قبل أسبوعين، حضره 29 من وزراء الخارجية العرب، وكبار الشخصيات من دول العالم الاسلامي”، دون أن تذكر أسماء لهذه الشخصيات.
وبحسب القناة نفسها فإن “هذا المؤتمر الذي بقى طي الكتمان حتى نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الإثنين تفاصيل بشأنه، أُجري عبر نظام الفيديو كونفرنس مع بيريز الذي كان يجلس في مقر إقامته بالقدس أمام العلم الإسرائيلي باللونين الأزرق والأبيض”.
وقالت إن “بيريز دُعي لإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأمني لدول الخليج، والذي حضره مسؤولون وخبراء من العالم العربي والإسلامي”؛ حيث أدار المقابلة الحية، عبر القمر الصناعي، تيري رود لارسن، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، كما لعب مارتن إنديك مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاص لمحادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، دوراً أساسياً إلى جانب لارسن في ترتيب ظهور بيرس″.و”استمع المشاركون في المؤتمر باهتمام للرئيس الإسرائيلي، ولم يغادر أحد الغرفة، وذلك بعد أن صفقوا لها في نهاية كلمته “، حسبما ذكرت “يديعوت أحرنوت” التي لم تذكر مزيدًا من التفاصيل حول المؤتمر.
وكان بيريز قد دعي للتحدث من قبل راعي المؤتمر، وهي حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة؛ إلا أن أحد شروط الدعوة كان “التعتيم الإعلامي بشأن ظهور بيريز″، على حد قول الصحيفة.وحضر هذا المؤتمر، المحلل السياسي الأمريكي المخضرم والكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز″ توماس فريدمان، بحسب ما ذكره في إشارة موجزة بمقاله المنشور في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكتب فريدمان أن “الظهور غير العادي لبيريز لم يكن بدافع من رياح المصالحة بين العرب وإسرائيل”؛ ولكن “هذا التعاون الضمني بين إسرائيل والعرب السنة، يستند على التقاليد القبلية التي تقول ‘عدو عدوي هو صديقي‘- والعدو هو إيران، التي بدأت بثبات إرساء الأسس لبناء سلاح نووي”.
وبالفعل، تحدث بيريز عن التهديد المشترك لإسرائيل والمنطقة من البرنامج العسكري النووي الإيراني، وذلك في وقت لم تكن طهران قد توصلت فيه بعد إلى اتفاقها المرحلي مع الدول الكبرى بشأن ملفها النووي.وتوصلت طهران ومجموعة (5+1)، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، بالإضافة إلى ألمانيا، الأسبوع الماضي، في جنيف، إلى اتفاق يقضي بفتح الأولى منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية “على نحو أفضل”، ووقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران في المرحلة الأولى التي تستمر 6 أشهر، وهو ما وصفته إسرائيل على لسان رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو بـ”الخطأ التاريخي”.
ونقلت يديعوت أحرنوت عن مسؤول لم تذكر اسمه أو جنسيته، قوله “كان هناك حماس كبير من كلا الجانبين (بيريز والمشاركين العرب ف يمؤتمر أبو ظبي)، والجميع يفهم أن هذا (المؤتمر) كان حدثاً تاريخياً، فرئيس الدولة اليهودية يجلس في مكتبه بالقدس والناس يجلسون في الخليج الفارسي لمناقشة الأمن ومكافحة الإرهاب، والسلام”.ولم يتسن فيه الحصول على تعقيب فوري من السلطات الرسمية في دولة الإمارات العربية حول هذا الموضوع.
(الاناضول)