حينما خرج الرئيس المخلوع مبارك من قصره مطروداً بثورة الشعب المصري وذهابه هو وحرمه السيدة سوزان ثابت وولديهما علاء وجمال وزوجتيهما لمقر إقامتهم في شرم الشيخ ، عاش الشعب المصري في فرحة غامرة لإزاحة الديكتاتور من علي العرش الذي ظل جاثماً عليه لثلاث عقود خلت ، بينما العائلة الحاكمة التي عاشت الصدمة الأكبر في حياتهم وخاصة بعدما فقد جمال والعائلة حلم التوريث للأبد كانوا علي موعد آخر من الصدمات المتوالية من الشارع الغاضب !
الشعب يريد إعدام السفاح !
ظل الشارع المصري علي فوهة بركان كان يحتاج لنهر من المياه لإطفائه ، فبعد خروج مبارك من القصر وتركه للحكم وقد ظنت العائلة أن هذا هو أقصي ما كان يطمح فيه الثوار فإذا بهم يجدون المليونيات تتوالي تحت شعار ( الشعب يريد محاكمة المخلوع )
( والشعب يريد إعدام السفاح ) وكانت تلك المليونيات تدور في إطار محاكمة عصر فساد مبارك كله وليس فقط أحداث الثورة ، وقد علق مبارك ساعتها قائلاً :
مش كفاية إني تركت الحكم كمان عايزين يحاكموني؟! وكان مبارك قد تلقي وعداً من قادة الجيش وعلي رأسهم طنطاوي أن الجيش يتعهد بعدم المساس بمبارك وأنه لن يتم محاكمته تحت أي ظرف من الظروف !
وهو بالطبع تعهد ممن لا يملك لمن لا يملك أيضاً ، فلو كان الشارع الثائر قد استمر في ثورته الهادرة ضد العسكر لأطاح بجميع قادة الجيش!
لماذا تراجع الجيش عن وعده ؟!
في الحقيقة أنه تراجع مزدوج .. أي تم بالاتفاق بين قادة الجيش ومبارك نفسه ، لأنهم وجدوا أنه لو لم يتم الاستجابة للمطلب الثوري فإن ذلك يعني انهيار المملكة التي صنعوها علي رؤوس الجميع وسيصبح الجيش نفسه مهدداً بقيادة مدنية عاجلة تجعله خارج المعادلة السياسية تماماً ، مما سيجعل الظروف مهيأة لمحاكمة الجميع محاكمة جادة ربما تودي بهم إلي حبل المشنقة !
مسرحية المحاكمات
لذلك تم الاتفاق علي أنه من الأفضل أن تظل خيوط اللعبة في يد الجيش ويتم تقديم مبارك وولديه للمحاكمة حتى تنتهي العاصفة ومن ثم يتم اللعب بالقضية بتضييق قائمة الاتهامات وحصرها في قضية قتل المتظاهرين وبعض قضايا التربح التي يسهل حلها وبمرور الوقت سيفقد كل شيء وهجه بعد إغراق الشارع في مشكلاته اليومية ويتم استخدام المحاكمات لصالح مبارك نفسه وليس ضده ليحصل في النهاية علي البراءة كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب !!
بينما جثث المتظاهرين شاهدة علي جريمة قتل تكررت أكثر من ألف مرة !!!
محاكمة سوزان !!
كان الشارع لا يزال ثائراً وفرحاً بأنه أول شعب يحاكم رئيسه أمام قاض طبيعي وما إلي ذلك من الكلام الذي خدّ ر به الاعلام حقيقة ما يجري خلف الجدران المُغلقة ، ولكن لأن الشعب كان لم يزل ثائراً فقد صّب جام غضبه علي ثروات العائلة وخاصة ثروة سوزان التي قدرت بست مليارات دولار فما كان من قادة الجيش إلا أن قدموا سوزان للنائب العام تجنباً لغضب الشارع والخوف طوال الوقت من أن يطولهم ذلك الغضب !!
قرار النائب العام لم ينفذ !!
قرر النائب العام حبس سوزان مبارك خمسة عشر يوماً علي ذمة قضية واحدة فقط من قضايا الكسب غير المشروع ، وبينما نشرت الصحف وتحدثت البرامج عن استعدادات تجري في سجن القناطر الخيرية لاستقبال الهانم إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث ولم يُنفذ قرار النائب العام وادعوا أنها مريضة بالمستشفي !! !!
تهديد مبارك !!
رفض مبارك رفضا قاطعاً أن تدخل سوزان في لعبة مسرحية المحاكمات رغم أنها مجرد مسرحيات إلا أنه رفض تماما مشاركة زوجته فهي لا يمكن أن تدخل السجن ولو لبعض الوقت ثم تحصل علي البراءة !!
وهدد مبارك قادة الجيش بأنهم لو ارتكبوا أية حماقة فسوف يقلب الترابيزة علي الجميع ، وكان قد نُشر وقتها أن منير ثابت شقيق سوزان قد هرب إلي الخارج ومعه مستندات خطيرة جداً في انتظار الإشارة من شقيقته أو من مبارك لنشرها في جميع أنحاء العالم وهو ماهدد به مبارك وسوزان معاً !!
هارد ديسك جنسي !!
لم تكن المستندات التي طار بها منير عبارة عن مخالفات مالية كبري متوقعة طبعا وفساد مالي مذهل بلا شك فقط ، ولكن سوزان كانت تهدد بفضائح أخلاقية سيشيب لها ولدان الشعب المصري وهي حصيلة أعوام مديدة من عمل مخابراتي تقوم به كافة الدول ومنها مصر التي تنافس الأسلوب الغربي منذ زمن صلاح نصر لتركيع الدولة نحو نهج معين بتركيع القيادات الهامة!!!
وكما سبق أن هددت بضرورة إخراج مسرحيات المحاكمة كما يجب وأشركت حكاماً عرب ليكونوا في الصورة وهي القادرة أيضاً علي هز عروش الجميع بعدما تسرب ( لا أشك للحظة أن التسريبات صادرة منها شخصياً ) أنها تمتلك اسطوانات جنسية سجلها لها (بولي) أو ( موافي ) وكلها أسماء تدل علي صفوت الشريف .!!
. سجلها لأمراء ورؤساء ومسئولين بارزين جدا ً جداً في مصر ودول عربية باستخدام ممثلات وجميلات ، وأن سوزان تمتلك 40تسجيلاً جنساً بها حوالي 30ساعة جنسية بهم حوالي ألف شخصية تهدد بهم الجميع علي مستوي مصر والدول العربية !!
وبالفعل رضخ الكل لتعليمات سوزان ولم يقترب منها أحد وظلت تخطط مع دولة مبارك العميقة لإفشال ثورة يناير وخروج فلول دولتها إلي الوجود لتثبت أنها لا تزال بالفعل أقوي امرأة في مصر............. لأن الهارد ديسك هو بالفعل من يحكم مصر!!
نصر العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق