ماذا ستحقق الحملة الأمنية لحكام الإمارات، أو تحديدا لمسعري الخيار الأمني منهم؟ هل ستنهي قضية الإصلاح السياسي وإلى الأبد؟
مشكلة المتنفذين في دولة الإمارات مع من؟ مع الإصلاحيين الإسلاميين؟ مع الطموح السياسي؟ مع دعاة التغيير والمشاركة والانتخاب؟ عدو صناع القرار هناك هو شيء واحد لا غير، يخافون منه ويصعدون الحملة ضد دعاته: الإصلاح السياسي، ويسمونه بغير اسمه، مرة عدوى الثورات ومرة مخططات الإخوان ومرة الارتباط بجهات أجنبية مشبوهة، والمنصفون من عموم الناس في الإمارات يدركون أن ألد أعداء المتنفذين من أبناء زايد وأدواتهم القمعية (جهاز أمن الدولة) هم دعاة الحرية والتغيير والمشاركة الشعبية، وقد يضحون بالإسلاميين ثم ينتقلون إلى غيرهم من دعاة الإصلاح.
هل كانت ثمة مشكلة في الإمارات اسمها "الإخوان" أو "الإسلاميون" أو "دعوة الإصلاح"؟ تعرضوا لبعض التضييق في السابق لكنه لم يأخذ طابعا صداميا عدائيا كالذي نشهده اليوم.لا يطيقون فكرة المساءلة والرقابة الشعبية ولا يمكن أن يتخيلوها، ليس للإماراتي إلا طلب الرزق وبعض الأعمال الخيرية أو يمكن تحمل بعض الأنشطة لكن من أناس لا طموح لهم ولا وعي سياسي ولا مطالب ولا تصورات ورؤى.
وإذا قبلوا من دعاة الإصلاح السياسي اليوم بعض التحرك والمطالب، فلن يتوقفوا عند حد أو سقف معين، سيضغطون ويؤثرون إلى أن يؤلبوا علينا الداخل والخارج، هذا منطق تفكير حراس المعبد في الإمارات.
المخاوف والهواجس والشكوك والاستئثار والاحتكار والتفرد يحركهم ولا شيء غير هذا، إذ من يصدق من العقلاء والمنصفين أن من بين هؤلاء المعتقلين وقد قاربوا الستين مسجونا من يشكل مصدر خطر أو تهديد لأمن واستقرار بلده؟
الخوف يطاردهم والشك يحركهم، يصنع سياساتهم ويدفع بهم إلى ارتكاب حماقات هم في غنى عنها، هذا ليس بتفكير حاكم حريص على مصلحة شعبه وبلده، وإنما هو اقرب إلى منطق العصابات وتجار الممنوعات.
لكن من فرط حساسيتهم ورفضهم لفكرة الإصلاح السياسي يستعدون الإصلاحيين ويحرضون ضدهم.
مشكلة الإمارات في هذه الطينة من المتآمرين على الشعب الحاقدين على دعاة الإصلاح الرافضين لأي تغيير يضر بمصالحهم واستئثارهم.
هل المشكلة في الكثيرين الذين يرفضون أن يتحولوا إلى قطيع غنم في مزرعة أبناء الشيخ زايد، أم المشكلة في حكام لا يرون أن لأحد من أبناء البلد الحق في التفكير خارج المسموح به.