* العارفون ببواطن الامور في مشيخة زايد يؤكدون ان ولي العهد الشيخ خليفة سيلحق بابيه بعد موته وان التخلص من خليفة وابنه سلطان سيكون على رأس اولويات (الفاطميين) حتى يشغر منصب ولاية العهد و (ينط) محمد ابن فاطمة الى حكم المشيخة وهو ما خططت له الشيخة فاطمة منذ زمن بعيد.... وعملية الغدر بالمحارم وانقلاب الاخ على اخيه والابن على ابيه ليست جديدة على ال نهيان بل هي جزء من تاريخ هذه العائلة اللقيطة وجميع حكامها تقريبا ماتوا قتلا او ذبحا على ايادي اقرباء لهم ... فسلطان - والد الشيخ زايد - مات ذبحا عام 1927 وطحنون بن زايد ذبح ذبح النعاج عام 1912 واخوه الشيخ حمدان بن زايد قتل عام 1922 وهكذا دواليك ... ولا تغرنك هذه الصورة التي يحتضن فيها خليفة ابن فاطمة عند تخرجه من كلية ساندهيرست فهذه الصور تلتقط فقط للنشر في الصحف اما " القلزب " مليانة ومن المؤكد ان خليفة ليس راضيا عن حرمان ابنه سلطان من وراثة " الشيخة "
* اما كيف سيموت الشيخ خليفة فالسيناريوهات كثيرة وخصومه لن يجدوا صعوبة في الوصول اليه فهو رجل صاحب مزاج كثير السفر ونسونجي والوصول اليه او الى ابنه سلطان ليس صعبا في معركة شد الحبل وكسر العظم التي تدور في كواليس القصر والتي تديرها فاطمة باقتدار.
* ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو وماذا بعد محمد بن زايد؟! وهل وضع الشيخ زايد آلية لانتقال السلطة من الاب الى الابن ام من الاخ الى اخيه وهل ستتكرر مسرحية انتقال ولاية العهد الاردنية في المسرح الاماراتي ... وهل ستضمن فاطمة - فيما لو فشلت في ازاحة الشيخ خليفة بسرعة- ان يلتزم خليفة بمرسوم تعيين اخيه محمد نائبا له في ولاية العهد ومن سيمنعه من الغاء المرسوم واعادة الولاية لابنه سلطان!!
* نحن هنا نتحدث عن سيناريو ما بعد خليفة وما بعد محمد وهو سيناريو يبدو معقدا بعض الشيء تتداخل فيه الكثير من الحساسيات النسائية بخاصة وان ابناء فاطمة قد تزوجوا من شيخات بعضهن تورطن في اللعبة بتورط آبائهن.... وكان الخاسر هو الشيخ سلطان الذي لم يكن يعرف - عندما التقط هذه الصورة مع اخيه محمد ابن فاطمة - ان هذا الولد سينزع منه ولاية العهد ونيابة اخيه " خليفة " .
* الاضواء مسلطة الان على الشيخة سلامة بنت حمدان بن محمد آل نهيان زوجة الشيخ مجمد بن زايد نائب ولي العهد الجديد والتي قد تصبح السيدة الاولى في المشيخة اذا ما تسلم زوجها محمد الحكم..... وكثيرون يرون ان حكم المشيخة فيما لو تحقق هذا الامر قد يعود الى حفيد الشيخ حمدان بن محمد( والد سلامة ) الذي مات وفي نفسه حسرة لانه كان يعتبر نفسه الاحق بحكم المشيخة من زايد وذلك من باب ان (سلطان) استولى على الحكم رغم احقية اخيه (محمد) عم زايد الذي اوعز الى اولاده الاقوياء بدعم زايد في صراعه مع شخبوط وكان محمد آنذاك يطمع في ان تعود الشيخة اليه من خلال حفيده خليفة ابن حصة ابنته الكبرى التي زوجها لزايد عندما كان ممثلا لاخيه في العين ... لكن حلم الشيخ محمد قد انتهى بعزل حفيده (سلطان ابن خليفة) او بالاحرى حرمانه من ولاية العهد لصالح محمد ابن فاطمة!!
* لقد صفى الشيخ زايد اولاد محمد اولا باول وكان هذا هو موضوع الغلاف( قاطع الشجلرة ) الذي كتبته لمجلة سوراقيا الصادرة في لندن بتاريخ 5 سبتمبر 1988ولكن دخول الشيخة سلامة الى قصر فاطمة كزوجة لابنها البكر قد يعيد اوراق اللعب وقد يحقق لحمدان في قبره حلمه الذي سرق منه في غفلة من الزمن!!
* لقد كتبت من قبل وفي اكثر من مناسبة محذرا من صراع النساء داخل قصور الحكام العرب مستلهما بذلك التاريخ العربي والاسلامي الذي يغص بمثل هذه الصراعات وكنت اواجه دائما بالاستنكار ويرد علي بالنفي والاتهام باني اتحدث في امور لا اعرفها ... ولا زلت اذكر رد ذلك الدبلوماسي الاردني علي عندما كتبت - قبل وفاة الملك حسين- عن صراعات تدور داخل قصره بين نساء القصر وان ولاية العهد المقطوعة لاخيه الامير الحسن هي السبب فقد انكر الدبلوماسي الاردني هذا في حينه واتهمني باني واهم واني اتخيل اشياء لا يمكن ان تحدث الا " في خيالك المريض " الى ان طلع علينا الملك حسين نفسه وقبل وفاته بايام بمرسوم ملكي عزل فيه ولي عهده الامير حسن وعين بدلا منه ابنه عبدالله وقرن المرسوم برسالة مفتوحة على الملأ وجهها لاخيه الحسن واتهمه بالتآمر على زوجته الملكة نور واولادها بالتواطؤ مع الاميرة الباكستانية الاصل (ثروت) زوجة الحسن ... وتكشفت بعد ذلك حكاية الصراع بين السيدتين وختمتها (نور) بتفاصيل مطولة ذكرتها في كتابها الذي صدر مؤخرا باللغة الانجليزية
* الحكاية نفسها ستتكرر قريبا في قصر زايد بعد وفاته او حتى ربما قبل وفاته بخاصة وانه اصبح من المسلم به ان الشيخ (معتقل) او هو قيد الاقامة الجبرية في قصوره سواء في ابوظبي او في لندن واولاد فاطمة يفرضون عليه طوقا لا يسمح لاي كان بالدخول اليه حتى لو كان ابنه وولي عهده خليفة او حفيده سلطان الذي منع من الدخول الى غرفة جده يوم كان يعالج في مستشفى مايوكلينيك الامريكية وقصته معروفة سرعان ما تفجرت ذيولها باعلان تهنئة نشر باسم محمد بن زايد في صحف الامارات الامر الذي اثار حفيظة الشيخ خليفة ... كما سبق وذكرنا.
* اما ما هو الدور الذي ستلعبه الشيخات الصغيرات زوجات اولاد زايد في مستقبل الامارة فتلك حكاية اخرى ستتداخل فيها الكثير من الحساسيات وستحسم فيها الكثير من الحسابات المعلقة لكن من المؤكد ان الشيخات سلامة واختها شمسة وخولة بنت احمد السويدي وعالية بنت بطي وحتى زوجة وزير الاعلام الجديدة سيلعبن ادوارا في اعادة تشكيل البيت الداخلي لاسرة آل نهيان التي تضخمت خلال السنوات الثلاثين الاخيرة حتى اصبح لمحمد ابن فاطمة الذي لم يكمل الاربعين من العمر تسعة اولاد ذكور!!
* اولاد زايد من غير فاطمة سيكون لهم طموحاتهم التي عكستها شبكة العلاقات الزوجية التي نسجوها فالشيخ حامد مثلا لم يتزوج من ابنة حمد سهيل الخيلي عن عبث وانما عن ترتيب وسع من نفوذ زوجة ابيه - احدى ضرائر فاطمة- وابنها - اخوه غير الشقيق- سيف وكيل وزارة الداخلية اما زواج العميد الركن الشيخ نهيان قائد الحرس الاميري وبطل اغنيات محمد المازم كريمة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان فحكاية تستحق وحدها اكثر من مقال بخاصة وان نهيان كما ذكرت من قبل رغم منصبه الحساس كقائد للحرس الاميري المسئول عن سلامة ابيه قد وقع في مصيدة مخابرات محمد بن راشد المكتوم كما اسلفت من قبل من واقع شريط الفيديو الذي صور سرا في الفيللا السرية التي حولها نهيان الى (وكر) لممارسة هواياته!!