أثار خبر مقتل نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن ومسؤولين سعوديين آخرين في حادث تحطم مروحية بمحافظة عسير موجة من الجدل والشك حول سبب سقوط الطائرة، وهل كان عرضيا أم متعمدا في ظل الحملة التي يشنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد عدد من الامراء تقول مصادر أنهم من أبرز المعارضين لوصوله للحكم.
السقوط المفاجئ والغامض لطائرة بن مقرن ترك العديد من التساؤلات حول كيفية سقوط الطائرة لاسيما ان وزارة الداخلية السعودية لم تشر في بيانها الرسمي الى السبب الذي ادى لسقوط الطائرة المروحية التي تقل ابن مقرن وعدد من المسؤولين، مكتفية بالقول ان ابن مقرن قام بجولة يوم الاحد على طائرة مروحية لعدد من المشاريع الساحلية غرب مدينة أبها، وأثناء العودة مساء اليوم نفسه فقد الاتصال بالطائرة في محيط محمية ريدة.
وهذه الحادثة أعادت إلى الأذهان الصراع الذي شهدته أسرة الشيخ زايد آل نهيان و إغتيال الشيخين ناصر و أحمد بن زايد فى المغرب والخليج.
بدأت الخلافات والنزاعات تظهر داخل الأسرة الحاكمة بعد وفاة الشيخ زايد آل نهيان بين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الابن الأكبر للشيخ زايد وبين إخوانه الآخرين وكان يمثلهم الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان، والتي بدأت حول الميراث الذى تركه الشيخ زايد خلفه بعد وفاته
بدأ الصراع يشتد داخل الأسرة الحاكمة بعد وفاة الشيخ زايد بشهرين رغم تدخل العديد من الوساطات فى ذلك الوقت لحله، ولم يستطيعوا السيطرة عليه فى باديء الأمر،لكن تم السيطرة عليه عندما اجتمعت العائلة كاملة في قصر الحصن في أبو ظبي
وتم الاتفاق على حل النزاع بين كل الاطراف وتقسيم تركة الشيخ على أبنائه، إلا أن تصفية حسابات من نوع آخر بدأت بين أفراد الأسرة الحاكمة بعد عامين من وفاة الشيخ زايد آل نهيان وبعد تولى ابنه الأكبر خليفة بن زايد الحكم داخل الدولة رأي الشيخ خليفة بن زايد أن نفود إخوانه الآخرين من أبيه والمتمثل بـ الشيخ ناصر و أحمد بدأ يزداد ويتوسع داخل الدولة فأراد الشيخ خليفة تحجيمهم بتسليمهم مناصب غير حساسة و إبعادهم إلى مناصب أخري وبدأ هنا النزاع بين الأخوة و بدأ التخطيط لإزاحة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان بسبب تدخله في شؤون الحكم وازدياد وتوسع نفوذه داخل الدولة.
و كان الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان الأخ غير الشقيق لخليفة يقود صندوقا سياديا داخل الدولة بقيمة 600 مليار دولار و هو رئيس أكبر صندوق سيادي للإمارات تم قتله في المغرب بإسقاط طائرته الشراعية في “سبخة”،والسبخة هي بحيرة أشبه ما تكون بالمستنقع الطيني.
ثم تم قتل الشيخ أحمد بن زايد في ظروف غامضة لكي يتخلصوا منه كما تخلصوا من قبله من أخيه الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان في حادث سقوط طائرته المروحية في الخليج.
وفي ظل هذا التعتيم عن الحادث وتشابه الظروف مع ما حدث في الإمارات خاصة وأن ولي عهد أبو ظبي يعتبر “العراب” لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ان مقرن تمت تصفيته مع عدد من المسؤولين، وانه وقع ضحية مؤامرة حاكها محمد بن سلمان ضده، مشيرين الى ان طائرة ابن مقرن تم اسقاطها بعدما قرر الامير الهروب من السعودية غداة اعتقال عدد كبير من الامراء بتهم تتعلق بالفساد.
من جانبه، تبنى الأكاديمي الإماراتي المعارض الدكتور سالم المنهالي هذه الرواية، مؤكدا بأن ما تم بحق الامير منصور بن مقرن من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو نفسه ما تم من قبل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في حق إخوته الشيخ ناصر وأحمد بن زايد آل نهيان.
وقال في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” ” تخلص #محمد_بن_زايد من مسؤولين بالدولة وأبناءهم بنفس طريقة تخلص #محمد_بن_سلمان من #منصور_بن_مقرن ! الاغتيال واضح وإن أقسموا أنه حدث عادي”.
وأطلق ناشطون هاشتاجا عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” بعنوان: ” #وفاه_منصور_بن_مقرن_ومرافقيه” ، أكدوا من خلاله عدم صدق الرواية الرسمية حول الحادث، مشيرين بأن الأمر له علاقة بالحملة التي يقودها “ابن سلمان” للتخلص من خصومه الأمراء