كثرت خلال الأيام الماضية، الإرهاصات ببدء الحرب البرية في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم" التي دخلت يومها العاشر، وتقودها المملكة العربية السعودية، مع تسع دول خليجية وعربية وإسلامية أخرى، مما فتح الباب واسعًا أما التساؤل حول مآلات التدخل البري ومصيره في حال حدوثه؟ وهل يشهد خيانات من بعض الأطراف للسعودية بتوريطها في المستنقع اليمني؟ خاصة في ظل تناقض المواقف المصرية والإماراتية من المشاركة في العملية، وأهدافها، ودعم الحوثيين وعبد الله صالح، ضد الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وأوضح مراقبون أن هناك خلافات بين بعض دول التحالف وبين المملكة حول مسألة الحرب البرية، مما قد يجعل التدخل البري في اليمن صعبًا، نظرًا لعدم رغبة السعودية في التورط منفردة في حرب كهذه، بعد الإجماع الدولي والعربي الذي حازته ضرباتها الجوية في اليمن على مواقع ومعاقل الحوثيين "الشيعة المسلحة"، والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
مصر تشارك بهدف العرقلة
وكان خبير إستراتيجي مصري، قد قال في لقاء تليفزيوني في إحدى القنوات المصرية، إن مصر تشارك في عملية "عاصفة الحزم"، بهدف عرقلتها ومنعها من التقدم وتحقيق مزيد من الخسائر للشعب اليمني، على حد تعبيره.
وأوضح الدكتور أحمد عز الدين، أن السعودية تريد تغيير الطبيعة السكانية والمذهبية للشعب اليمني، مشيرًا إلى أن هذه الحرب حرب مستحيل الانتصار فيها، نظرًا لطبيعة الشعب اليمني، الذي سيتوحد علي من يحاربه، منتقدًا تدمير الغارات الجوية التابعة للتحالف للجيش اليمني وقدراته العسكرية، مبينًا أن هذا الجيش هو جيش اليمنيين وليس جيش الحوثيين.
وأشار مراقبون إلى أن كلام عز الدين، المعروف بقربه من النظام الانقلابي في مصر، بمثابة دخان له نار، خاصة وأن مصر لم تكن تعرف شيئًا عن موعد الضربة الجوية ولا عن التخطيط لها، رغم تحالف النظام الانقلابي في مصر مع النظام السعودي بشكل تقليدي.
ويبين محللون أن علاقات مصر بروسيا، والتي توجت بزيارة قريبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة، وخلافاتها مع السعودية في عدة ملفات أخرى، خاصة الملف السوري، وتبنيها وجهة النظر الروسية فيها، تجعلها في موقف المخالف لأي حرب برية في اليمن، خاصة مع الذكريات الأليمة التي تتذكرها مصر من حربها في اليمن خلال الستينيات من القرن الماضي، والتي كانت سببًا مباشرًا في هزيمة عام 1967م أمام إسرائيل.
حرب الكويت وادعاء المشاركة
واعتبر مراقبون أنه في حال مشاركة مصر في الحرب البرية باليمن، فإنها ستكون مثل المشاركة التي شاركتها في حرب الكويت عام 1991، حين غزا الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، الكويت، حيث شاركت مصر في قوات التحالف الدولي، إلا أنها لم تدخل أي معارك في الكويت ضد القوات العراقية، واكتفت بالوصول لحدود الكويت دون أن تطلق طلقة واحدة، بحسب المراقبين.
وأعلنت مصر بعد أكثر من 10 ساعات من بدء "عاصفة الحزم"، عن مشاركتها في العملية عبر أربع قطع بحرية حربية تابعة للأسطول الخاص بها، منها فرقطاتان وطرادان عسكريان، مما اعتبره المراقبون مشاركة متواضعة، لا ترقى لما يردده النظام الانقلابي المصري وإعلامه من علاقة وثيقة تجمع بين الرياض والقاهرة.
الإمارات تغدر بالسعودية
وكان الداعية السعودي الدكتور عوض القرني، قد فجر مفاجأة حينها نشر خبراً نقله عن أحد المواقع الإخبارية، مفاده أن الإمارات سربت موعد "عاصفة الحزم" إلى الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، في إطار التعاون الوثيق بين حكومة أبوظبي والرئيس اليمني المخلوع، وهو ما اعتبره السعوديون، غدرًا وخيانة من قبل الإمارات للسعودية.
يذكر أن الإمارات تعرف بعلاقاتها الوثيقة بالحوثيين وبالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي كان نجله أحمد سفيرًا لليمن فيها، حيث كشفت عدة تقارير أن التوسع الحوثي العسكري في اليمن منذ يونيو الماضي، والذي تم بالتحالف مع الرئيس المخلوع كان بعلم وموافقة الإمارات، وذلك أملًا في أن يكون ذلك التوسع سببًا في مواجهة الإخوان المسلمين في اليمن وذراعهم السياسي حزب التجمع اليمني للإصلاح، وذلك في إطار الحملة الدولية التي تقودها الإمارات ضد الجماعة.
ودشن نشطاء خليجيون عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، هاشتاق #الإمارات_تغدر_بالسعودية، للتعليق على ما أورده القرني، حيث تباينت ردود الأفعال على الهاشتاق بين مستنكر لمن يحاول الوقيعة بين الإمارات والسعودية، وبين من يؤكد أن هذا يتسق مع التوجه الإماراتي، الذي يرغب في أن يكون قياديًا في المنطقة على حساب المملكة العربية السعودية.
شؤون خليجية - محمد ندا