وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أوضاع العمال داخل دولة الإمارات بأنها "مزرية" ، مشيرة إلى اعتداء الشرطة مؤخراً على عمال مشروع بناء جامعة نيويورك في أبوظبي التي وصفتها بأنها أخطأت في اقامة فرع لها ببلد قمعي مثل الامارات.
وأوضحت «الصحيفة» فى تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن الشرطة الإماراتية قامت بتكسير أبواب مساكن العمال وضربهم بالعصي والأحذية، ثم اعتقلت بعضا منهم ونقلتهم إلى مركز شرطة دبي.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن أحد العاملين في المشروع الأمريكي ويدعى محمد وحيد سيركار، قوله: «قام رجال الشرطة بضربي، وحاولوا إجباري على الاعتراف بأنني بدأت الإضراب».
وبحسب «الصحيفة»، فقد تعرضت جامعة نيويورك لانتقادات واسعة، بسبب مغامرتها داخل بلد تمنع فيه الاحتجاجات، ويعامل داخله العمال معاملة السخرة.
وذكرت أن المقابلات التي أجرتها مع عدد من العمال تكشف أن أوضاعهم تختلف عن الصورة المثالية التي تحاول الحكومة الإماراتية نقلها للعالم، لافتة إلى أن العمال عادة ما يدفعون راتب سنة للحصول على عمل ولا يستردون المبلغ الذي يدفعونه رغم إجبارهم على العمل إلى نحو 14 ساعة يوميا.
كما أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن 15 رجلا ينامون في غرفة واحدة مع أن قواعد الجامعة تقول إن أربعة أشخاص يجب أن يناموا في الغرفة.
وقال العمال إن الشركة لم تسمح لهم بالاحتفاظ بجوازات سفرهم رغم الوعود التي حصلوا عليها.
ورأت «الصحيفة» أن أبو ظبي مكان غير مناسب ليكون ساحة لتقديم نموذج عن الجامعة الأمريكية، لأن حرية الرأي ممنوعة أو لا يسمع عنها في هذا البلد، كما يعد انتقاد الحكومة جريمة، ويترك نظام العمل القائم على الكفالة ملايين العمال المهاجرين مرتبطين بالشركات التي دعمت تأشيراتهم.
كما أشارت إلى أن عمال شركة «سيتي فالكون» يعيشون في مخيم بائس، حيث تزدحم غرف النوم بالعمال الذين ينامون في أسرة من طوابق، ويقومون بتعليق ملابسهم في سقف الغرفة حيث تتسلق الصراصير على الجدران.
وأضافت أن حوالي 10 رجال أو أكثر يعيشون في مساحة 200 متر مربع، ويعلقون مناشفهم على أسرتهم كنوع من الخصوصية. ونقلت عن عامل طلاء قوله إنه تلقى وعود بالحصول على 1500 درهم إماراتي في الشهر، لكن ما حصل عليه هو 700 درهم.
ولفتت «الصحيفة» إلى أن الوعود بزيادة رواتب العمال لم تنفذ ورغم أنهم يعملون 11 ساعة في اليوم 6 أيام في الأسبوع، فكل ما يمكنهم إرساله لعائلاتهم لا يزيد على 100 دولار أمريكي في الشهر.
وأضافت: «كما لا يستطيع العمال التحكم بأموالهم أو سحبها بدون إذن الرجل الذي جلبهم من الهند أو بنجلاديش واقتطع هو وشركته راتب عام من عمل العمال هؤلاء».
ونوهت «نيويوك تايمز» أن الإمارات اتهمت في الأعوام القليلة الماضية بتعذيب السجناء السياسيين، وتكثيف القمع ضد المعارضين، لافتة إلى أن دولة قطر التي تحضر لاستضافة مونديال عام 2022، أعلنت عن إجراءات لإصلاح نظام الكفالة وهي خطوة لم تقم بها الإمارات.