من يرجع الى تاريخ الخلاف بين مشيختي ابوظبي ودبي سيتوقف امام ما يسمى (بالمذكرة) وهو بيان شديد اللهجة اصدره في اواخر السبعينات الشيخ راشد حاكم دبي انتقد فيه قيام رئيس الدولة الشيخ زايد بتعيين ابنه سلطان قائدا للجيش!!
كان من الواضح ان اسم الشيخ سلطان ابن الشيخ زايد يشكل محورا اساسيا في الخلاف بين ال نهيان وال مكتوم بخاصة وان ال مكتوم كانوا يعتقدون ان الشيخ النهياني الشاب الذي لم يكن يظهر الا بلباس الفيلدمارشالية لديه طموحات عسكرية تتجاوز ابوظبي وان خلافته لابيه في رئاسة مشيخة ابوظبي ونفوذه في الجيش كقائد له قد يشكل خطرا على مشيخة دبي التي كانت انذاك تعتاش على مساعدات ظبوية!!
وجاءت القشة التي كسرت ظهر البعير في مطلع الثمانينات حين تبين ان احدى البنات اللواتي حاول قائد الجيش سلطان بن زايد اختطافهن واغتصابهن على طريق العين الصحراوي هي ابنة عم حاكم دبي!!
كان الشيخ سلطان بن زايد - مثل والده - معروفا بغرامياته النسائية وكان - مثل والده ايضا - يحب اغتصاب القاصرات عنوة وكان لدى الشيخ اكثر من قواد احدهم كان يمتلك فندقا كبيرا في شارع الكترا في ابوظبي وكانت مهمته جمع القاصرات في غرف الفندق وتقديمهن الى الشيخ ومطارزيته وكانت عمليات الاغتصاب تتم في الغرف العليا للفندق الذي تعرض يومها الى حريق مفتعل اتى على الطوابق العليا عن سابق اصرار وترصد لاخفاء جرائم قتل جماعية اعقبت اغتصاب عدة قاصرات في سهرة واحدة شارك فيها عدد من شيوخ آل نهيان!!
لا جديد ولا غريب في حكايات الاغتصاب هذه فقد كانت من الممارسات المعروفة في قصور الشيوخ والحكام وكان حلها يتم في الغالب عن طريق تعويض الضحية مقابل ان تصمت او قتلها وحرقها حية وفي كل الاحوال كان مستشارو الشيخ زايد على استعداد دائم للتعامل مع هذه المواقف.
ما الذي اختلف اذن في حكاية طريق العين الصحراوي ولماذا غضب الشيخ زايد واقال ابنه سلطان من منصبه كقائد للجيش وارسله الى سويسرا (للعلاج)!!
الذي اختلف هذه المرة هو ان البنت التي حاول قائد الجيش الشيخ سلطان خطفها من الطريق العام واغتصابها كانت شيخة من شيخات آل مكتوم حكام دبي!!
بدأت الحكاية في مطلع الثمانينات حين كانت بنات دبي يتوجهن في باص عبر الطريق الصحراوي الى مدينة العين للدراسة في جامعتها يوم كانت جامعة العين هي الجامعة الوحيدة في الدولة ... كان الطريق طويلا وباتجاه واحد ويخترق الرمال الفاصلة بين حدود امارتي دبي وابوظبي مارا بواحة البريمي التابعة لسلطنة عمان وكانت هي الطريق الوحيدة - برا- التي تربط بنات الجامعة الدبويات بمدينتهن .... وطلبا للسلامة والامن كن يتوجهن الى الجامعة بباصات خاصة بعد ان شاعت حكايات قطع الطرق واغتصاب المسافرات في الصحراء ... وهي جرائم كانت تقع بشكل يومي وتنسبها وزارة الداخلية الى (مجهول)!!
في صيف يوم قائض ... تبين ان المجرم المجهول ما هو الا قائد الجيش وابن رئيس الدولة الشيخ سلطان بن زايد الذي يشغل الان منصب نائب رئيس الوزراء !!
كان الشيخ سلطان يرابط مساء على الطريق ومعه حراسه ومطارزيته وتحت تهديد السلاح كان يقوم بانزال البنات من سيارات ذويهن ويقوم باغتصابهن على مرأى ومسمع من الجميع في حملات سمر سادية على الرمال كانت ضحاياها في الغالب قاصرات من جنسيات مختلفة رمى بهن القدر في طريق قائد الجيش المجرم ابن رئيس الدولة ...
في تلك الليلة اوقف الشيخ سلطان باصا يقل العشرات من بنات الجامعة كن عائدات الى دبي لقضاء عطلة الاسبوع واختار الشيخ اجملهن ... سحبها بالقوة خارج الباص وحاول اغتصابها على مرأى من زميلاتها محتميا بمطارزيته وحراسه وكاد الشيخ يفلح في تنفيذ جريمته لو لم يتدخل سائق الباص (الهندي) والذي تبين انه كان مسلحا ويتبع شرطة دبي ... وبعد اشتباك بين السائق وقائد الجيش اكتشف الشيخ سلطان ان ضحيته لم تكن الا ابنة الشيخ (فلان) ابن عم حاكم دبي وكانت احدى زميلاتها ابنة لاغنى رجال دبي واحد اصحاب البنوك فيها .
كانت - يومها- تكنولوجيا الهواتف المحمولة قد ظهرت وكانت احجام الهواتف ضخمة وبعضها يتم تثبيته في السيارات وتمكنت احدى الراكبات من الاتصال بدبي فتحركت على الفور وحدة من شرطة دبي الى المنطقة التي وصلها الشيخ محمد بن راشد المكتوم بطائرة عسكرية وكادت تقع مواجهة مسلحة بين وزير الدفاع -الشيخ محمد - وقائد الجيش الشيخ سلطان وقام الجنرالات الباكستانيون الذين كانوا يتولون المناصب العليا في جيش ابوظبي باستنفار وحداتهم واصبحت دولة الامارات على كف عفريت!!
كانت محاولة الاغتصاب اكبر من ان تحل بالطرق المعهودة وعلى طريقة عزيزة جلال فالضحية هنا ابنة عم حاكم دبي والمجرم هنا خصم شيوخ دبي اللدود الذي ورد اسمه في (المذكرة) وشرف شيوخ دبي الرفيع لا يسلم من الاذى الا اذا قبضوا الثمن ... وقد قبضوه فعلا .
جرت المفاوضات طوال الليل بين الشيخ راشد حاكم دبي وعم الضحية ... والشيخ زايد رئيس الدولة ووالد (المجرم) ... وتم الاتفاق على حل سينمائي ولا افلام حسن الامام ... يبدأ ببيان يصدر عن رئيس الدولة يقول فيه انه (قبل) استقالة ابنه من قيادة الجيش ( دون ان يقول لنا السبب) ثم يتبعه ببيان آخر بأن قائد الجيش السابق سيرسل الى سويسرا للعلاج من الارهاق النفسي الذي لحق به!!
يومها ... تلقينا - كصحفيين- اوامر بنشر البيانات كما هي دون تعليقات او توضيحات رغم ان اخبار الفضيحة كانت على كل لسان!!
بسبب هذه الجريمة اعيد تشكيل صيغة العلاقة بين مشيختي دبي وابوظبي ... وتركت حادثة الاغتصاب آثارها الواضحة حتى على الدستور (المؤقت) لدولة الامارات الذي ما زال حتى هذه اللحظة دستورا (مؤقتا) ... وانتفع من الجريمة كثيرون كان على رأسهم شيخ البغال والحمير محمد بن راشد المكتوم الذي لولا حماقة الشيخ سلطان لما اصبح المكتوم حاكما لدبي ولظل في دبي كما مهملا لا يزيد في الفهم عن بغلاته الا قدرا يسيرا .
وكثرت التأويلات والتحليلات التي حاولت تفسير وفهم ما وقع
مدرس سابق للشيخ سلطان اخبرني ان الشيخة فاطمة الزوجة الرابعة للشيخ زايد لعبت الدور الرئيسي في العملية بهدف ابعاد سلطان عن قيادة الجيش تمهيدا لتسليم القيادة لابنها الشيخ محمد - الذي اغتصب عزيزة جلال - وهذا ما حدث فعلا.
اما مربي الشيخ سلطان الذي يعرفه منذ كان الشيخ طفلا - فقد اخبرني ان الشيخ سلطان كان ضحية لمؤامرة استدرجته اليها الفتاة ابنة عم حاكم دبي ... فهي التي اتصلت به وهي التي طلبت منه ان ينتظرها على الطريق الصحراوي لافتعال حادثة الاغتصاب وقال لي ان الشيخ محمد بن راشد كان وراء العملية كلها وان هذا يفسر وصوله الى موقع الجريمة بطائرة هليوكوبتر بعد دقائق من وقوعها .
الحكاية بعد ذلك معروفة ... فشيوخ دبي الذين كسروا عين الشيخ زايد والذين استثمروا الحكاية سياسيا محققين مطالبهم التي اوردوها في (المذكرة ) قرروا لعب دور المتسامح فوافقوا لاحقا على عودة المجرم الشيخ سلطان الذي حاول اغتصاب بناتهم من سويسرا الى ابوظبي وتسليمه منصب (نائب رئيس الوزراء) وهو منصب وجاهي استحدثوه لدفن طوحات الشيخ سلطان الزعامية الى الأبد ولم يتوصلوا الى هذا الهدف الا عبر (فرج) ابنتهم الشيخة ( فلانة ) المكتوم .... ومن يومها اكتشف الشيخ محمد بن راشد المكتوم اهمية الفروج فاستثمرها سياسيا واقتصاديا حتى اصبحت دبي اشهر واهم ماخور في العالم يدر على شيوخها - من فروج النساء - المليارات .
هل عرفتم الان معنى (الشرف) عند حكام دولة الامارات العربية ...... المتحدة !!