رأت صحيفة الجارديان البريطانية إن زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الرسمية تعكس أسوأ ما في دبلوماسية بريطانيا، مسلطة الضوؤ في أكثر من تقرير على قضية ثلاثة بريطانيين اعتقلوا في دبي قبل سبعة أشهر بتهمة حيازة مخدرات، وسط تقارير حقوقية تتحدث عن تعرضهم لتعذيب خلال تلك المدة.
وقالت الجارديان في افتتاحيتها يوم الاثنين إن هذه الزيارة لا تشمل فقط استقبال رئيس دلة الإمارات الذي يعمل على سحق أي حركة تنادي بالديمقراطية في بلاده التي لا تكثرت بالمعايير الدولية للأفراد والتي تضمن لهم محاكمات عادلة، فضلاً عن خرق بلاده للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، بل مراوغة رئيس الوزراء البريطاني حول العديد من القضايا ولعل أهمها إبرام صفقة الأسلحة قريباً''.
وأضافت الجارديان أن السجاد الأحمر سوف يفرش لاستقبال رئيس الإمارات، الذي يتقام على شرقه أيضا مأدبة غداء في قصر وندسور وحفل عشاء في كلارنس هاوس، مشيرة إلى أنه في طيات هه الاستقبال ينطوي العمل على توقيع صفقة أسلحة لشراء 60 طائرة حربية بريطانية الصنع للإمارات.
ولفتت الجارديان إلى أن ''نحو 94 شخصاً متهمين في دولة الإمارات بالسعي إلى قلب نظام الحكم، دون دليل قاطع يثبت ذلك، ومع ذلك فهم يتعرضون لشتى أنواع التعذيب الممنهج، حسب تقرير صادر عن المركز الإماراتي لحقوق الإنسان''.
وقالت الصحيفة إن ''المتهمين حرموا من أبسط حقوقهم، ومنها التحضير للدفاع عنهم، كما أن لجنة من الحقوقيين البريطانيين منعوا من الدخول إلى مبنى المحكمة''.
وأشارت الجارديان إلى حكم بالسجن على عبد الله الحديدي لمدة 10 شهور بعد أن كتب تغريدة عبر توتير من المحكمة التي يحاكم فيها والده، وأرسلت جراء ذلك المنظمات الحقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، خطابات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول هذا الموضوع.
كما لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن ثلاثة بريطانيين سجنوا في الإمارات لمدة 7 شهور دون محاكمة بتهمة حيازة المخدرات، وتعرضوا للضرب وللصدمات الكهربائية من قبل الشرطة الإماراتية''.
وقالت الجارديان إن ''زيارة رئيس الإمارات لن تقدم أي حلول لهذه القضية''.
في هذه القضية، نشرت الصحيفة أيضا تقريرا عن قضية البريطانيين الثلاثة وهم جرانت كاميرون، صنيت جيره، وكارل ويليامز، أشارت فيه إلى أنهم اعتقلوا في يوليو من العام الماضي في إمارة دبي وسينظر في قضيهم اليوم، كما قالت وزارة الخارجية البريطانية.
وقالت الجارديان إن الثلاثة اعتقلوا ووقعوا على وثائق باللغة العربية التي لا يعرفها أحدا منهم، بعد أن هددوا بتصويب المسدسات باتجاه رؤوسهم، حسبما ذكرت منظمة حقوقية.
وأشارت الصحيفة في تقرير آخر إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قلق من محاكمة البريطانيين الثلاثة وادعاءات تعذيبهم.
وخلصت الصحيفة إلى أنه ''لا يمكن السماح لكاميرون بالتضحية بحقوق الإنسان من أجل المحافظة على صفقة الأسلحة''.