اعتبرت الكاتبة والصحفية دكتورة أميرة أبو الفتوح أن ما وصفتها بأحلام ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد للسيطرة على حكم مصر "والتي أنفق من أجلها المليارات"، لن تتحقق، مؤكدة أنه "لن يجني إلا الخزي والعار" ومصيره "مزبلة التاريخ قريبا جدا"، على حد تعبيرها.
وقالت أبو الفتوح، في مقال نشره موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني، إن الفيضانات التي أغرقت الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، هي كناية عن غرق مصر على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووصولها إلى الحضيض، متسائلة: هل هناك أي شخص يمكنه إنقاذ مصر من الغرق أكثر وإحيائها مرة أخرى؟
ورأت أن الحكومة المصرية، "تلعب بمقدرات هذه الدولة العظيمة وتحولها إلى ملاذ آمن للصهيونية، وإمارة إضافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تفرض رغباتها وسياسات الداخلية والخارجية على القاهرة، وكذلك جدول أعمالها الصهيوني"، على حد تعبيرها.
وتابعت: الإمارات تشتري الأراضي المصرية بأرخص ما يمكن، واشترت بالفعل عددا من المحطات التلفزيونية الفضائية والصحف، وأنشأت مراكز أبحاث من أجل إملاء سياساتها الإعلامية على مصر؛ موضحة أن الهدف من ذلك هو تخدير عقول ووعي المصريين من أجل تبقى دولتهم خاضعة للإمارات، مؤكدة أن هذا أمر وارد "لأن الإمارات تقدم لمصر المال الذي يمكن أن تحجبه عنها في أي وقت".
ورأت الكاتبة أن النظام الحالي سعى لرد الجميل بأن أعطى لإسرائيل أكثر مما كانت تتخيله في أي وقت مضى، وفقا لضابط في الجيش الإسرائيلي، الذي اعترف أن التنسيق الاستراتيجي بين البلدين وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ اتفاق السلام الموقع بين القاهرة وتل أبيب.
وذهبت إلى القول: "كان حسني مبارك الكنز الاستراتيجي لإسرائيل، أما الحكومة الحالية فتعطي الإسرائيليين ما لم يجرؤ مبارك على فعله؛ إذ كثفت الحصار على غزة، وتغرق الآن المنطقة الحدودية بمياه البحر، مما يضر بالبنية التحتية والمنازل والزراعة ويؤدي إلى تسميم التربة. وقدمت لإسرائيل أيضا هدية على طبق من ذهب من خلال تدمير الأنفاق التي تعتبر بمثابة "شريان الحياة لغزة"، وأقامت منطقة عازلة في سيناء من أجل أن يعيش شعب إسرائيل في سلام وينعم بنوم جيد. ودمرت المنازل وجرفت الأراضي في رفح مما أدى إلى تهجير سكانها الأصليين".
وتساءلت الكاتبة: هل حققت الحكومة المصرية الرضا الكامل لإسرائيل أم ستطلب منها الإمارات فعل المزيد ؟
وواصلت: في وثيقة تم تسريبها مؤخرا من مكتب محمد بن زايد ونشرها الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، أعرب الحاكم الفعلي للإمارات عن غضبه وإحباطه من الرئيس المصري، قائلا إن السيسي يجب أن يعرف أنه ليس ماكينة صراف آلي. وذكر أيضا أنه أعطاه 25 مليار دولار حتى الآن لكنه لم يحقق أي شيء، ولم يضمن تنفيذ استثماراتهم كما طلبوا منه، قائلا إنه يجب أن يحكم مصر.
وقالت أبو الفتوح: "خلف الكواليس، بات واضحا، إذن، أن محمد بن زايد لم يعد راضيا عن رئيس مصر، وهو يريد ان يلعب دورا قياديا على المسرح الرئيسي، ولديه كل الحق في رغبته هذه. فلماذا عليه أن يضخ كل هذه الأموال (أموال الإماراتيين) من أجل دمية، على وشك السقوط وتسبب في الكثير من الفشل وخيبات الأمل؟" على حد تعبيرها
وختمت الكاتبة مقالها موجهة كلامها لبن زايد: "مع ذلك، أنت لن تسيطر على مصر؛ ولن تنال ما تحلم به أو ما أنفقت من أجله مليارات الدولارات. سوف تسحق الحسرة قلبك أنت ومن أنفقت كل أموالك عليهم، وسوف تطاردكم لعنات الشهداء ولن تجنوا إلا الخزي والعار، وسيلقى بكم في مزبلة التاريخ قريبا جدا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق