مارست شركة أرابتك الإماراتية العقارية أكبر عملية خداع تعرّض لها المصريون في السنوات الأخيرة. ففي شهر أبريل 2014 خرج الرئيس التنفيذي للشركة، حسن أسميك، في صورة شهيرة جمعته بالفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري في ذلك الوقت ليعلن عن توقيع اتفاق ينص على إقامة أضخم مشروع سكني في مصر بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية وبتكلفة 280 مليار جنيه، أي ما يعادل 40 مليار دولار حينئذ، على أن يتم الانتهاء منه قبل عام 2020، أي هذه الأيام.
ولاستكمال عملية الخداع، أعلنت الشركة الإماراتية أنها ستبدأ على الفور إقامة مليون وحدة سكنية في محافظات مصر المختلفة، وأن هذه الوحدات سيتم تخصيصها لمحدودي الدخل من الفقراء والشباب المقبل على الزواج وصغار موظفي الحكومة وغيرهم من الفئات المهمشة في البلاد. ولم تنتظر أرابتك وقتها طرح أسئلة مشروعة من المتابعين للمشهد حول كيفية تدبير احتياجات هذا المشروع العملاق من أراض وتكاليف ضخمة تبلغ 40 مليار دولار، حيث أعلن حسن أسميك أن كل الأمور مرتبة، فأرض المشروع مقدمة مجانا من القوات المسلحة المصرية، والإمارات ستقدم التمويل اللازم للمشروع.
ومرت 6 سنوات والمصريون ينتظرون خروج مشروع المليون وحدة سكنية إلى النور، إلى أن تأكد الجميع أنه كان سرابا كبيرا ومجرد عملية خداع لتخدير هؤلاء وقبلها حصد الأصوات. ويوما بعد يوم، تتعرض أرابتك لأزمات مالية حادة تؤثر سلبا على أنشطتها، ليس فقط في دول العالم الذي تتواجد فيه بقوة، بل داخل الإمارات أيضا، إلى أن تقرر قبل يومين وضع نهاية لأكبر شركة مقاولات، بإعلان حل وإفلاس وتصفية أرابتك وتسريح العمالة بها، وذلك بعد أن حققت الشركة خسائر بلغت 1.45 مليار درهم تشكل 97.22% من رأسمالها.